رواتب الطهاة تفوق أحياناً دخل مديري الفنادق!
قال الدكتور محمد العامر، نائب رئيس الجمعية السعودية للسياحة، إن رواتب الطهاة في قطاع الفنادق غالباً ما تتجاوز راتب مدير الفندق نفسه، مما يعكس أهمية هذه المهنة في سوق العمل. هذا التصريح جاء خلال مداخلة تلفزيونية، حيث أبرز العامر كيف أن الطلب المتزايد على خدمات الطهاة الماهرين يدفع هذه الرواتب إلى مستويات مرتفعة، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة. يُعتبر هذا القطاع جزءاً أساسياً من نمو السياحة، حيث يساهم في تعزيز جودة الخدمات وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
رواتب الطهاة في الفنادق
في السياق نفسه، أكد العامر أن متوسط الرواتب في مهنة الطهي يبدو جيداً للغاية مقارنة بمجالات أخرى، نظراً لندرة المهارات المطلوبة والطلب المتزايد عليها. هذه المهنة ليست مجرد وظيفة عادية، بل تتطلب تدريباً مكثفاً وخبرة عالية، مما يجعلها محترمة ومكافأة مالياً. على سبيل المثال، يشير العامر إلى أن الطهاة المتخصصين في الفنادق الفاخرة يحصلون على رواتب تتجاوز أحياناً الـ50,000 ريال سعودي شهرياً، اعتماداً على مستوى الخبرة والموقع الجغرافي. هذا الارتفاع في الرواتب يعزز من جاذبية المهنة للشباب السعودي، الذين يبحثون عن فرص عمل مستقرة ومربحة، خاصة مع التركيز الحكومي على تطوير القطاع السياحي.
أجور الشيفات في قطاع السياحة
بالإضافة إلى ذلك، شدد العامر على أهمية التدرج المهني لأي شخص يرغب في الدخول إلى هذا المجال، حيث يجب البدء من المستويات الأساسية لبناء المهارات اللازمة. هذا التدرج يساعد في ضمان الاستدامة المهنية، خاصة في ظل الأهداف الطموحة للمملكة في مجال السياحة. على سبيل المثال، تهدف السعودية إلى أن يساهم قطاع السياحة بنسبة تصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مما يعني زيادة الفرص الوظيفية وتحسين الرواتب في مهن مثل الطهي. هذا التحول الاقتصادي سيفتح أبواباً جديدة للشباب، حيث يتوقع أن يزداد الطلب على الشيفات المدربين جيداً لتلبية احتياجات الفنادق والمنشآت السياحية الجديدة. في الواقع، يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع في الأجور إلى تشجيع المزيد من الاستثمارات في التعليم المهني، مثل الدورات التدريبية في المعاهد المتخصصة، لتعزيز الكفاءة والابتكار في الطهي السعودي.
تتمة هذا الموضوع تكمن في فهم كيف يمكن لقطاع السياحة أن يحقق هذه الأهداف من خلال دعم المهنيين مثل الطهاة. على سبيل المثال، مع زيادة الاستثمارات في مشاريع السياحة، مثل تطوير المنتجعات والفنادق الحديثة، سيزداد الطلب على طهاة يجيدون تقديم المأكولات المحلية والدولية بجودة عالية. هذا بدوره يعزز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل إضافية وتحسين مستوى المعيشة. كما أن التركيز على التدريب والتطوير المهني سيجعل هذه المهنة أكثر جاذبية للأجيال الشابة، مما يساهم في تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على القطاعات التقليدية. في النهاية، يبقى التحدي في ضمان توفير برامج تدريبية فعالة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، مع الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين الكفاءة. هذا النهج الشامل سيضمن أن يصبح قطاع السياحة محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في المملكة، مع الاستمرار في رفع مستوى الرواتب والفرص المهنية للطهاة والشيفات.