قبل زلزال إسطنبول: اكتشاف زلزال في الخليج العربي على بعد 66 كم من الجبيل.. بيان هام من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
سجلت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مساء أمس الثلاثاء هزة أرضية في مياه الخليج العربي، بالقرب من السواحل الشرقية للمملكة.
الزلزال في الخليج العربي
وقد طمأنت الهيئة المواطنين بأن الزلزال، الذي وصف بأنه “أقل من متوسط” القوة، لم يتسبب في أية آثار ملموسة داخل الأراضي السعودية، مؤكدة استقرار الوضع وسلامته.
الهزات الأرضية في المنطقة
وتأتي هذه الهزة قبل ساعات من حدوث الزلزال الذي ضرب مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأربعاء، مما يضع المنطقة تحت مجهر المراقبة الزلزالية المستمرة، رغم اختلاف الطبيعة الجيولوجية للمنطقتين. وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بلغت قوة الهزة الأرضية 4.36 درجة على مقياس ريختر، وتم رصدها على بعد نحو 66 كيلومترًا شرق مدينة الجبيل في المنطقة الشرقية من المملكة. ويشير المختصون إلى أن الزلزال وقع في مياه الخليج العربي، مسجلاً ضمن الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التي تراقب باستمرار النشاط الجيوفيزيائي في المنطقة. ويذكر أن هذا النوع من الهزات يصنف ضمن الهزات “الأقل من المتوسطة” التي عادة لا تتسبب في أضرار ملموسة أو مخاطر على السكان، ولا تستدعي الإجراءات الطارئة التي تتخذ عند حدوث زلازل قوية. أوضح تقرير هيئة المساحة الجيولوجية أن سبب الزلزال يعود إلى إجهادات طبيعية تتعرض لها الصدوع القديمة الموجودة في قاع الخليج العربي. وهذه الإجهادات ناتجة عن استمرار حركة الصفيحة العربية في اتجاه الشمال واصطدامها بالصفيحة الأوراسية، وهي عملية جيولوجية مستمرة منذ ملايين السنين. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الخليج العربي عمومًا تعتبر منطقة منخفضة النشاط الزلزالي مقارنة بمناطق أخرى في العالم، حيث أن معدل حدوث الزلازل فيها يعد ضمن المعدلات الطبيعية المتوقعة. ووفقًا للدراسات العلمية، فإن هذا النوع من الهزات الأرضية الخفيفة يحدث بشكل دوري في المنطقة، ويعتبر جزءًا من ديناميكية القشرة الأرضية الطبيعية. أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن الوضع مستقر وآمن، وأن الهزة لم تخلف أي آثار سلبية داخل حدود المملكة. وتواصل الهيئة مراقبة النشاط الزلزالي في المنطقة ضمن برنامج الرصد الزلزالي الوطني، الذي يعمل على مدار الساعة لمتابعة أي تغيرات في النشاط الجيوفيزيائي. كما تقوم الجهات المعنية بتقييم التطورات المرتبطة بالنشاط الزلزالي وفق المعايير العلمية المعتمدة دوليًا، للتأكد من سلامة المنشآت والبنية التحتية. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة تتبنى إجراءات وقائية واحترازية ضمن كودات البناء الحديثة التي تراعي احتمالية حدوث هزات أرضية، مما يعزز من قدرة المباني والمنشآت على تحمل الزلازل المحتملة مهما كانت قوتها. وتبقى منطقة الخليج العربي في وضع مستقر جيولوجيًا بالرغم من الهزة الأخيرة، كما تؤكد هيئة المساحة الجيولوجية السعودية. وهذا النوع من النشاط الزلزالي الخفيف يعتبر ظاهرة طبيعية ضمن حركة الصفائح الأرضية المستمرة، ولا يشكل مصدر قلق للمواطنين. وتظل تطمينات الهيئة مهمة في تهدئة المخاوف خصوصًا بعد الأحداث الزلزالية الأخيرة في تركيا، حيث تختلف الطبيعة الجيولوجية بين المنطقتين بشكل كبير، مما يجعل المقارنة بينهما غير دقيقة علميًا.