لميس الحديدي تتساءل: كيف سيتعامل ترامب مع تحذيرات صندوق النقد الدولي من رسومه؟

قالت الإعلامية المصرية لميس الحديدي، خلال تقديمها لبرنامج “كلمة أخيرة” على قناة ON، إن تقرير صندوق النقد الدولي حول آفاق الاقتصاد العالمي لهذا العام يمثل نقطة تحول مهمة، حيث يُعتبر التقرير الأول الذي يصدر بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الحمائية. وفقاً لما أوضحته الحديدي، يحذر التقرير من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى “صدمة” اقتصادية عالمية، مع تأثيرات مباشرة على الاقتصاد الأمريكي نفسه، الذي قد يشهد ركوداً يصل إلى 40%. وفي سخرية واضحة، سألت الحديدي عما قد يفعله ترامب تجاه هذه التحذيرات، مما يعكس مخاوف واسعة من ردود الفعل السياسية.

لميس الحديدي وتحذيرات صندوق النقد من رسوم ترامب

في سياق تقييم التقرير، أكدت لميس الحديدي أن صندوق النقد الدولي لم يتردد في الإشارة إلى التداعيات السلبية للرسوم الحمائية، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي قد يواجه اضطرابات كبيرة نتيجة لهذه الإجراءات. وفقاً للتقرير، لن يقتصر التأثير على الدول الأخرى، بل سيعود ترامب نفسه ضحية لهذه السياسات، حيث من المتوقع أن تشكل هذه الرسوم عبئاً على النمو الاقتصادي الأمريكي. ومع ذلك، لاحظت الحديدي أن التصريحات الصادرة خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق التقرير كانت حذرة للغاية، حيث تجنب مسؤولو الصندوق أي هجوم مباشر على ترامب، رغم التحذيرات الواضحة من عواقبها. هذا الحذر، كما أشارت، ينبع من مخاوف حقيقية لدى المؤسسات الدولية، خاصة مع إمكانية أن يرد ترامب بتقليص مساهمة الولايات المتحدة في الصندوق أو حتى الانسحاب منه، كما حدث مع مؤسسات دولية أخرى في السابق.

تداعيات الرسوم الاقتصادية العالمية

يبرز التقرير الذي أعده صندوق النقد الدولي أن الرسوم الحمائية التي فرضها ترامب قد تكون بمثابة نقطة تحول في الاقتصاد العالمي، حيث تشير التحليلات إلى أنها قد تؤدي إلى تباطؤ النمو العالمي وزيادة مخاطر الركود. وفقاً للمحللين، من المحتمل أن تشمل التداعيات ارتفاع التكاليف التجارية، واضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، مما يؤثر على الدول الناشئة والمتقدمة على حد سواء. لميس الحديدي، في تعليقاتها، ركزت على كيفية أن يكون الاقتصاد الأمريكي أول المتضررين، حيث قد يؤدي الركود المتوقع إلى فقدان فرص عمل وتباطؤ في الاستثمارات. ومع ذلك، أعادت الحديدي التأكيد على أن هذا الحذر من قبل الصندوق ليس مجرد احتياطي، بل يعكس واقعاً سياسياً معقداً، حيث أن ترامب سبق له أن اتخذ إجراءات عقابية ضد مؤسسات دولية أخرى، مما يجعل المستقبل غير مؤكد. في هذا السياق، تساءلت الحديدي عما إذا كان ترامب سينتهج نهجاً مشابهاً مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، معتبرة أن هذا السيناريو يمكن أن يعزز من الفوضى الاقتصادية العالمية.

وفي الختام، يظل التقرير تحذيراً واضحاً من مخاطر السياسات الاقتصادية المتطرفة، حيث أكدت لميس الحديدي أن العالم بحاجة إلى تعاون دولي أكبر لمواجهة مثل هذه التحديات. ومع تزايد التوترات التجارية، من الضروري مراقبة التطورات المستقبلية، خاصة في ظل السياسات الأمريكية التي قد تؤثر على الاستقرار العالمي. كما أشارت الحديدي إلى أن هذه الرسوم لن تقتصر تأثيرها على الاقتصاد، بل قد تمتد إلى السياسات الدولية، مما يدفع الدول الأخرى للبحث عن بدائل لتجنب الاعتماد الكامل على التجارة مع الولايات المتحدة. في النهاية، يتطلب الأمر من القادة العالميين، بما في ذلك ترامب، إعادة النظر في هذه الإجراءات لصالح الاستدامة الاقتصادية، وفقاً لما طرحته الحديدي في برنامجها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *