بركتنا: رعاية شاملة لكبار السن في الإمارات

في ظل التطور السريع الذي تشهده الإمارات العربية المتحدة، يحظى كبار المواطنين باهتمام خاص من الحكومة والمجتمع، حيث يُعتبرون عماد الأسرة والمجتمع. تعكس الإمارات التزامها بمبادئ الرعاية الاجتماعية والإنسانية من خلال برامج شاملة تهدف إلى توفير رعاية كاملة لكبار السن، تضمن لهم حياةً مريحة وكريمة. ومن أبرز هذه المبادرات الحديثة، برنامج “بركتنا”، الذي يُمثل أحدث المكتسبات في مجال الرعاية، حيث يجسد الرؤية الاستراتيجية للدولة في تعزيز جودة الحياة للأجيال الأكبر سناً.

أهمية الرعاية الكاملة لكبار السن

يُعد كبار المواطنين في الإمارات جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي، حيث يحملون تراثًا ثقافيًا وتجارب حياتية غنية. ومع تزايد متوسط العمر المتوقع، الذي يصل حاليًا إلى أكثر من 78 عامًا وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، أصبح من الضروري توفير نظام رعاية شامل يغطي جوانب متعددة. تشمل هذه الرعاية:

  • الرعاية الصحية: تقدم الإمارات خدمات طبية متكاملة من خلال مراكز متخصصة مثل مستشفيات وزارة الصحة والوقاية، حيث يحصل كبار السن على فحوصات دورية، علاجات متقدمة، ودعم نفسي لمواجهة الشيخوخة.
  • الدعم المالي والاجتماعي: من خلال برامج الضمان الاجتماعي، يتلقى كبار السن دعمًا ماليًا منتظمًا، بالإضافة إلى تسهيلات في السكن والنقل، مما يساعد في الحفاظ على استقلالهم.
  • الأنشطة الترفيهية والثقافية: تشجع الإمارات على مشاركة كبار السن في أنشطة اجتماعية، مثل الدورات التعليمية، الرحلات الترفيهية، والبرامج الثقافية، لتعزيز التواصل الاجتماعي ومنع العزلة.

برنامج “بركتنا”: الخطوة الرئيسية نحو الرعاية الشاملة

يُعتبر برنامج “بركتنا”، الذي أطلقته الحكومة الإماراتية مؤخرًا، أحدث الإنجازات في مجال رعاية كبار السن. يعكس الاسم “بركتنا” مفهوم البركة والعناية، حيث يهدف البرنامج إلى توفير رعاية شاملة ومستدامة لكبار المواطنين، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والخبرات الدولية.

  • مميزات البرنامج: يقدم “بركتنا” خدمات متنوعة، بما في ذلك الرعاية المنزلية عبر تطبيقات رقمية، حيث يمكن للأسر الوصول إلى خدمات طبية واجتماعية مباشرة. كما يشمل البرنامج إنشاء مراكز رعاية متخصصة مجهزة بأحدث التقنيات، مثل أجهزة الرصد الصحي عن بعد، لمراقبة صحة كبار السن دون الحاجة إلى زيارات متكررة. بالإضافة إلى ذلك، يركز البرنامج على التعليم والتدريب، حيث يقدم دورات للأسر لتعزيز مهارات الرعاية المنزلية.

  • التأثير على المجتمع: منذ إطلاقه، ساهم “بركتنا” في تحسين جودة حياة آلاف كبار السن، حيث أظهرت التقارير الأولية ارتفاعًا بنسبة 30% في رضا المستفيدين عن الخدمات الصحية، وفقًا لإحصائيات وزارة التنمية الاجتماعية. كما يعزز البرنامج الروابط الأسرية من خلال برامج الدعم النفسي، مما يساعد في مواجهة تحديات الشيخوخة مثل الاكتئاب والعزلة.

التحديات والمستقبل

رغم الجهود الكبيرة، تواجه الإمارات بعض التحديات في مجال الرعاية، مثل زيادة عدد كبار السن بسبب التقدم الطبي، مما يتطلب استثمارات أكبر في البنية التحتية. ومع ذلك، يُعد “بركتنا” خطوة متقدمة نحو حلول مستدامة، حيث يعتمد على الشراكات مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية لتطوير الخدمات.

في الختام، تمثل رعاية كبار المواطنين في الإمارات نموذجًا إيجابيًا للدول الأخرى، حيث يجسد قيم الرحمة والاحترام للكبار. مع برنامج “بركتنا” كأحدث المكتسبات، تؤكد الإمارات التزامها ببناء مجتمع مترابط ومتكافل، يضمن لكل مواطن عيشًا كريمًا في مراحل حياته كافة. وفي ظل هذه الرؤية، يبقى الأمل في استمرار التطور لتحقيق مستقبل أفضل لكبار السن.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *