انحياز الإعلام يسيطر على صراع الجبابرة!

الإعلام يشكل جزءاً أساسياً من الصراعات بين القوى في المجتمعات والدول، حيث يتسم الحياد بالنسبية وليس المطلقية، مما يؤثر على قيم مثل المصداقية والموضوعية بسبب التأثيرات الأيديولوجية والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.

الإعلام في الحرب الاقتصادية

في سياق الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين، أصبح الإعلام أداة فعالة في تعزيز التزييف والانحياز، حيث تحولت القيم المهنية إلى أداة تابعة للمصالح السياسية والاقتصادية. منذ فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، انتقل الصراع إلى العلن، ودخل الإعلام كطرف رئيسي، مع تغذية الأيديولوجيا للأحداث من خلال التصريحات والصور والفيديوهات. على سبيل المثال، خلال الأسابيع الأخيرة، شهدنا كيف أن الإعلام في كلا البلدين تأثر بالتوجهات الداخلية، مما أدى إلى تضليل الحقائق وتعميق الجدل حول المضامين.

التحيز الإعلامي في الصراعات

الإعلام الصيني يظهر ثباتاً أكبر في مواقفه تجاه الحرب الاقتصادية، مقارنة بالإعلام الأمريكي الذي يعاني من الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين، مما يعيق نقل رسائل الرئيس ترمب داخلياً. في الوقت نفسه، يستغل الإعلام الصيني التفاصيل الداخلية الأمريكية، مثل صور طوابير المستهلكين أمام متاجر الهواتف الذكية وارتفاع أسعار المنتجات الصينية، بالإضافة إلى استياء رجال الأعمال من سياسات ترمب، بما في ذلك خلافاته مع بنك الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع التضخم. هذا النهج يعكس كيف أن الإعلام يصبح جزءاً من الاستراتيجية، حيث بدأت الإدارة الأمريكية في توسيع الصراع جغرافياً لتخفيف الضغط، مثل فرض رسوم على المنتجات الكندية كرد على قرارات كندية، مما دفع الصين إلى الرد بالتحذيرات والإجراءات الانتقامية.

في الآونة الأخيرة، انتقل الإعلام الصيني للتركيز على شراكاتها الدولية، كما في لقاء وزير الخارجية الصيني مع نظيره الإندونيسي، حيث أعلن عن استعداد بكين لزيادة الاستيرادات من جاكرتا، مؤكداً التزام الصين بالعولمة والتجارة الحرة. هذا التحول يبرز عمق الحرب التجارية، التي تطحن الطرفين وتجعل الإعلام طرفاً دائماً منحازاً لمصالح بلده، بعيداً عن القيم المهنية. رغم أي اتفاق محتمل، فإن الثقة بين الولايات المتحدة والصين قد اهتزت بشكل لا رجعة فيه، مما يؤثر على العلاقات الدولية بأكملها. هذه الديناميكيات تكشف عن كيفية تحول الإعلام إلى سلاح في يد القوى، حيث يغذي الصراع ويعمق الانقسامات، مع استمرار التأثيرات التقنية في تشكيل الرأي العام.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *