تفاصيل البيان المشترك عقب زيارة رئيس وزراء الهند للمملكة العربية السعودية

رحبت المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند بتوسيع مجلس الشراكة الاستراتيجية بينهما ليشمل أربع لجان وزارية جديدة، مما يعكس تعزيراً للعلاقات الثنائية في مجالات متعددة مثل الدفاع، السياحة، والثقافة. خلال زيارة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، إلى المملكة، أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في المنظمات الدولية مثل مجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي، لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. هذه الزيارة، التي جاءت بناءً على دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعزز الروابط التاريخية بين البلدين، حيث استعرض القادران التقدم في مجالات الطاقة، التجارة، والأمن.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والهند

في هذا السياق، أكد القائدان على أن الشراكة الاستراتيجية تشمل مجالات واسعة مثل الدفاع والأمن، حيث تم إضافة لجنة وزارية متخصصة للتعاون الدفاعي، بالإضافة إلى لجنة أخرى للسياحة والثقافة. هذا التوسيع يعكس الالتزام بتعميق العلاقات، خاصة بعد الزيارة السابقة لولي العهد إلى الهند في 2023. الجانبان استعرضا التقدم في اللجنتين الوزاريتين الحاليتين، اللتين تغطيان السياسة والأمن من جهة، والاقتصاد والاستثمارات من جهة أخرى، مما أدى إلى ارتياح متبادل للنتائج. كما تم التركيز على تعزيز الاستثمارات المتبادلة في قطاعات مثل الطاقة، البتروكيماويات، والتكنولوجيا، مع التأكيد على أهمية فريق العمل رفيع المستوى الذي شكل في 2024 لتسريع تدفق الاستثمارات.

تعميق التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية

يمتد هذا التعاون إلى مجالات أخرى حيث اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة في الطاقة، بما في ذلك ضمان استقرار أسواق النفط العالمية وتطوير مشاريع مشتركة في الطاقة المتجددة والكهرباء. كما أكدا على أهمية التعاون في مكافحة تغير المناخ، مع دعم مبادرات مثل “السعودية الخضراء” ومشاركة الهند في التحالفات الدولية. في الجانب الاقتصادي، شهدت التجارة بين البلدين نمواً مطرداً، حيث أصبحت الهند الشريك التجاري الثاني للمملكة، مع اتفاق على تنويع التجارة والبدء في مفاوضات اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي. أما في الدفاع، فقد أشادا الجانبان بالتعاون المشترك في التمرينات العسكرية والصناعات الدفاعية، معتبرينه ركيزة أساسية للأمن الإقليمي. كذلك، تم التأكيد على مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون في الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم العابرة للحدود. في مجال الصحة، تم توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مكافحة الأمراض والأدوية، بينما في التكنولوجيا، ركز الجانبان على الذكاء الاصطناعي والفضاء. أما الثقافة والسياحة، فقد تم الترحيب بإنشاء لجنة وزارية لتعزيز التبادلات الثقافية والسياحية المستدامة. كما شمل التعاون مجالات الزراعة، التعليم، والنقل، مع التأكيد على بناء القدرات والابتكار المشترك. في الختام، أعرب الجانبان عن التزامهما بمواصلة التنسيق في المنظمات الدولية لدعم السلام والاستقرار، مع دعم جهود حل الأزمات الإقليمية مثل اليمن، مما يعزز الرؤية المشتركة للازدهار والتنمية المستدامة بين البلدين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *