دوا ليبا وإيان ماكيلين يقودان حملة ضخمة بـ400 نجم لحماية المبدعين من الذكاء الاصطناعي

حملة المشاهير لحماية المبدعين من الذكاء الاصطناعي

تتزايد مخاوف المبدعين في المملكة المتحدة مع تطور الذكاء الاصطناعي، حيث ينظم أكثر من 400 فنان وكاتب وعازف بارز حملة للدفاع عن حقوق النشر. بريطانيون مثل دوا ليبا وإيان ماكيلين وإلتون جون وفلورنس ويلش وقعوا على رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، يدعون فيها الحكومة لتعزيز الحماية القانونية ضد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المولدة. هذه الرسالة تأتي كرد فعل على انتشار التكنولوجيا الرقمية التي قد تهدد هوية الأعمال الإبداعية، خصوصًا بعد حملة مماثلة أطلقها مشاهير أمريكيون. يؤكد هؤلاء المبدعون أنهم مصادر الإلهام الأساسية للابتكار، كما يذكرون في الرسالة: “نحن نصنع الثروة الثقافية، ونعكس القصص البريطانية، ونبني المستقبل، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على مهاراتنا كما يعتمد على الطاقة والبرمجيات”.

تداعيات التكنولوجيا الرقمية على الصناعات الإبداعية

يطالب هؤلاء المتوقعون بتعديل مشروع قانون البيانات (الاستخدام والوصول)، الذي قدمته البارونة بيبان كيدرون، ليفرض على مطوري الذكاء الاصطناعي الإفصاح عن استخدام الأعمال المحمية بحقوق النشر في عمليات التدريب. هذا التعديل، حسب رأي الفنانين، سيمهد لاتفاقيات ترخيص عادلة ويحافظ على مكانة بريطانيا كمركز عالمي للإبداع. الرسالة تحذر من أن غياب هذه الحمايات قد يعني تسليم الأعمال الإبداعية مباشرة لشركات التكنولوجيا، مما يهدد بفقدان السيطرة على الإنتاج الفني. بين الموقعين البارزين كازو إيشيغورو وكيت بوش وروبي ويليامز وكولدبلاي وتوم ستوبارد وريتشارد كورتيس وبول مكارتني، الذي عبر سابقًا عن مخاوفه من تقليد الذكاء الاصطناعي لأساليب الفنانين. هذه الحملة تأتي قبيل تصويت حاسم في مجلس اللوردات، حيث تركز البارونة كيدرون على أهمية الشفافية في صناعة الذكاء الاصطناعي لضمان نمو الاقتصاد الإبداعي.

من جانبها، تنتقد الرسالة أي نظام قد يسمح باستخدام المحتوى دون موافقة صريحة، معتبرة إياه خطوة نحو تعزيز سلطة الشركات الكبرى. وفقًا لما أبرزته الحملة، فإن هذا الوضع قد يؤدي إلى تآكل حقوق المبدعين، خاصة مع تزايد قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى يشبه الأعمال الأصلية. في سياق أوسع، يعكس هذا النقاش التوتر الدولي حول دور التكنولوجيا في الصناعات الثقافية، كما حدث في أعمال احتجاجية سابقة مثل تلك التي قادها آني لينوكس ودامون ألبارن. ومع ذلك، هناك آراء معارضة، مثل تلك التي أدلى بها جوليا ويليمن، مؤسسة مركز التقدم البريطاني، الذي يحذر من أن فرض قيود صارمة على حقوق النشر قد يعيق الابتكار ويضر بالاقتصاد المحلي، محولاً تطوير الذكاء الاصطناعي إلى دول أخرى.

ردود الحكومة تشير إلى سعيها للتوازن بين الجانبين، حيث أعلن متحدث رسمي عن استمرار المشاورات لصياغة تدابير تكفل نمو الصناعة الإبداعية والتكنولوجية معًا. وفقًا للبيانات، فإن الحكومة ستدرس أي تغييرات بعناية لضمان فعاليتها، مع إصدار تقرير اقتصادي يغطي التأثيرات المحتملة. هذا الصراع يبرز أهمية دمج الذكاء الاصطناعي مع الحماية الأخلاقية، مما يجعل بريطانيا قدوة عالمية في التعامل مع التحديات الرقمية، خاصة أن التغييرات المقترحة يمكن أن تشكل مستقبل الصناعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *