روسيا تشترط وقف تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا مقابل الهدنة
أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، موافقة موسكو على هدنة مؤقتة لمدة 30 يوم مع أوكرانيا، على شرط أن تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بوقف جميع الإمدادات العسكرية لكييف. هذا الشرط يُعد أساسياً، حسب تصريحاته، لضمان نجاح وقف إطلاق النار دون منح ميزة إضافية للجانب الأوكراني. في سياق ذلك، أكد بيسكوف أن روسيا تسجل تقدماً ميدانياً، مما يجعل أي هدنة غير مشروطة قد تُستغل من قبل أوكرانيا لتعزيز قواتها وإعادة تنظيم صفوفها.
هدنة بين روسيا وأوكرانيا
في السياق الدبلوماسي المتوتر، رأى بيسكوف أن هذا الاقتراح يأتي ردًا على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة شهر. خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة أيه.بي.سي، حذر المتحدث الروسي من أن أي هدنة بدون شروط قد تسمح لكييف بتعزيز قواتها، بما في ذلك إرسال تعزيزات جديدة وتدريب مقاتلين، مما يعيق أهداف موسكو. وأعرب عن أمله في أن يستخدم ترمب نفوذه لضغط أكبر على الجانب الأوكراني، معتبراً أن كييف يحاول تجنب المفاوضات بشكل متعمد، رغم التقدم الروسي على الأرض. من ناحية أخرى، وصل زعماء من أربع دول أوروبية إلى كييف للتأكيد على دعمهم الكامل للرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطوة تظهر تضامناً دولياً ضد التوغل الروسي.
في الوقت نفسه، أعلن زيلينسكي موافقته على هدنة غير مشروطة لمدة 60 يوم، معتبراً إياها اختباراً حقيقياً لنوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث يجب أن تكشف عن التزام روسيا بالسلام. وفي أعقاب ذلك، لوى ترمب بفرض عقوبات إضافية إذا لم يلتزم أي من الطرفين بالهدنة. في الخلفية، كشفت مصادر مطلعة عن اتفاق وشيك بين الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا لإطلاق وقف إطلاق نار أولي لمدة 30 يوماً دون شروط، يهدف إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفضها. وفقاً لتقارير إعلامية، لم تُحسم التفاصيل بعد، حيث تعتمد الخطة بشكل أساسي على موقف الإدارة الأمريكية، التي تدعو إلى هدنة غير مشروطة تتيح مراقبة كلا الجانبين من خلال مفاوضات مباشرة.
وقف إطلاق النار الدولي
من جانب الاتحاد الأوروبي، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين دعم الاتحاد لمقترح وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوم، مشددة على أهمية تنفيذه دون أي شروط سابقة لفتح باب المفاوضات السلامية. في منشور عبر وسائل التواصل، أعربت عن أن الكرة الآن في ملعب روسيا، مع تهديد بفرض عقوبات أشد قسوة إذا تم انتهاك الهدنة. وأكدت فون دير لاين أن الهدف الرئيسي هو تحقيق سلام عادل ومستدام في أوكرانيا، يضمن أمناً واستقراراً لأوروبا بأكملها. هذه الجهود الدبلوماسية تبرز التعقيدات في الساحة الدولية، حيث يسعى الجميع للحد من الصراع عبر توازن بين الضغوط الاقتصادية والسياسية.
في الوقت ذاته، أعدت الإدارة الأمريكية حزمة من الخيارات لزيادة الضغط على روسيا، مع الاحتفاظ بحقوق تفاوضية واسعة. رغم ذلك، لم يتخذ ترمب قراراً نهائياً، مع ترك الباب مفتوحاً للمزيد من الجهود الدبلوماسية. هذا الوضع يعكس التحديات الكبيرة في إنهاء النزاع، حيث يبدو أن أي اتفاق يتطلب تسويات متبادلة، بينما تتواصل المحادثات خلف الكواليس لتجنب تصعيد الوضع. في النهاية، يظل التركيز على بناء جسر للسلام من خلال هذه الهدنات المقترحة، مع الأمل في وضع أساس لمفاوضات أكثر شمولاً وفعالية، خاصة مع التزام الدول الغربية بمواصلة دعم أوكرانيا.