مهرجان المرموم: الرئاسة تتولى قيادة رموز الإذاعة تحت شعار الإبداع
بقلم: مركز الاتحاد للأخبار
في قلب الإمارات العربية المتحدة، يُعتبر مهرجان «المرموم» أحد أبرز الفعاليات الثقافية والإبداعية التي تجمع بين التراث والحداثة، محافظاً على هويته كمنصة للابتكار والتعبير الفني. ومع اقتراب الدورة الجديدة من المهرجان، يبرز سؤال حول دور «الرئاسة» في تشكيل هوية الفعالية، حيث تُسيطر على رموز «الإذاعة» (أو الإعلام) من خلال شعار «الإبداع» كأداة رئيسية للتعبير والتوجيه. في هذا التقرير، نستعرض كيف تحول هذا المهرجان إلى رمز للتوازن بين السلطة والإبداع، مع التركيز على التأثيرات الإعلامية والثقافية.
تاريخ مهرجان «المرموم» وأهميته
مهرجان «المرموم»، الذي يُقام سنوياً في دبي، يعود تاريخه إلى بداياته كفعالية محلية تهدف إلى تعزيز التراث الإماراتي والفنون الشعبية. سمي بـ«المرموم» نسبة إلى منطقة تاريخية في الإمارات، وسرعان ما تطور ليصبح حدثاً دولياً يجمع بين الفنانين المحليين والدوليين. يشمل البرنامج عروضاً فنية متنوعة، مثل الرقصات الشعبية، المسرحيات، والأداءات الموسيقية، بالإضافة إلى ورش عمل تهدف إلى تعزيز الإبداع لدى الشباب.
في السنوات الأخيرة، أصبح المهرجان جزءاً من استراتيجية الدولة لتعزيز السياحة الثقافية، حيث يُدعم من قبل الجهات الحكومية، وخاصة «الرئاسة» التي تشرف على تنظيمه. هذا الدعم لم يقتصر على التمويل، بل امتد إلى السيطرة على الرواية الإعلامية، حيث أصبح شعار «الإبداع» ركيزة أساسية في تشكيل صورة المهرجان.
السيطرة على رموز «الإذاعة».. بين الإبداع والتوجيه
في السياق الإعلامي، يُشير مصطلح «رموز الإذاعة» إلى العناصر الرئيسية التي تشكل الرسالة الإعلامية، مثل الشعارات، البرامج، والقنوات الإعلامية المشاركة. هنا، تبرز «الرئاسة» كقوة مركزية في توجيه هذه الرموز، مستخدمة شعار «الإبداع» كأداة للسيطرة غير المباشرة. على سبيل المثال، خلال الدورات السابقة، تم دمج شعار «الإبداع» في كل جوانب الترويج الإعلامي، من خلال حملات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبرامج تلفزيونية، وإذاعات حية تغطي أحداث المهرجان.
يُرى هذا النهج كاستراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية، حيث تُستخدم الإذاعة لنقل رسائل تؤكد على أهمية الإبداع في بناء المجتمع. وفقاً لمصادر مطلعة في مركز الاتحاد للأخبار، فإن «الرئاسة» تضع معايير صارمة للبرامج الإعلامية المرتبطة بالمهرجان، مما يضمن أن يظهر الإبداع كرمز للتقدم والاستدامة. هذا السيطرة ليست سلبية بالضرورة؛ بل تعكس رؤية شاملة لدمج الإعلام في الثقافة، حيث يصبح الإبداع أداة للتواصل مع الجمهور العالمي.
ومع ذلك، يثير هذا النهج تساؤلات حول مدى الحرية الإعلامية. بعض النقاد يرون أن السيطرة على رموز الإذاعة قد تحول المهرجان إلى منصة ترويجية للسلطة، حيث يُفرض شعار «الإبداع» كقالب جاهز يحد من التعبيرات غير التقليدية. على سبيل المثال، في الدورة الماضية، تم إلغاء بعض العروض الفنية التي لم تتوافق مع الرسالة الرسمية، مما أثار نقاشات حول توازن بين الإبداع والرقابة.
تأثيرات شعار «الإبداع» على المشهد الثقافي
شعار «الإبداع» لم يكن مجرد كلمة مكتوبة؛ بل أصبح رمزاً يمثل التطور الثقافي في الإمارات. من خلال السيطرة عليه، تسعى «الرئاسة» إلى جعل مهرجان «المرموم» نموذجاً للدول النامية في دمج الإعلام مع الثقافة. هذا النهج ساهم في جذب استثمارات إعلامية كبيرة، حيث شاركت قنوات مثل «دبي تي في» و«أبوظبي تي في» في تغطية الحدث، مما عزز من انتشار الشعار عالمياً.
في الختام، يبقى مهرجان «المرموم» شاهداً على كيفية استخدام السلطة لتشكيل الإعلام من خلال الإبداع. بينما يُثنى على دوره في تعزيز الهوية الثقافية، يجب مراقبة التأثيرات السلبية المحتملة على الحرية التعبيرية. مع اقتراب الدورة القادمة، يتوقع أن يستمر هذا التوازن، مما يجعل المهرجان حدثاً يستحق المتابعة لفهم تطور الإعلام في المنطقة.
مركز الاتحاد للأخبار – 15 أكتوبر 2023