اكتشاف مذهل في سقارة: مقبرة الأمير “وسر إف رع” بين 8 معلومات أثرية جديدة

منطقة سقارة الأثرية تستمر في الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، حيث أسفرت أحدث البعثات الأثرية عن اكتشافات مذهلة ترتبط بمقبرة الأمير “وسر إف رع”، ابن الملك “أوسر كاف” من الأسرة الخامسة. هذه الاكتشافات، التي قادتها بعثة مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة الدكتور زاهي حواس، تضم لقى متنوعة تعود إلى الدولة القديمة والعصور اللاحقة، مما يعزز فهمنا لتطور الثقافة المصرية عبر العصور.

اكتشافات أثرية جديدة بسقارة

في قلب سقارة، كشفت البعثة عن كنوز أثرية تعيد رسم صورة حية عن عصر الدولة القديمة، مع التركيز على مقبرة الأمير “وسر إف رع”. هذا الموقع يحتوي على باب وهمي ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي، يبلغ ارتفاعه أكثر من أربعة أمتار وعرضه 1.15 متر، مزين بنقوش هيروغليفية تبرز ألقاب الأمير مثل “الأمير الوراثي” و”حاكم إقليمي بوتو ونخبت”. هذا الاكتشاف الأول من نوعه يعكس المهارة الفنية في العمارة المصرية القديمة. بالإضافة إلى ذلك، عثرت البعثة على تمثال نادر للملك “زوسر” وزوجته وبناته العشرة، الذي يُعتقد أنه نقل من غرفة قرب هرم الملك زوسر في العصور المتأخرة. الدراسات المبدئية تطرح أسئلة حول أسباب هذا النقل، مما يفتح الباب لمزيد من البحوث. كما تم العثور على مائدة قرابين من الجرانيت الأحمر، قطرها 92.5 سنتيمتر، تحمل نصوصاً تفصل قوائم القرابين الدينية.

في أعماق حجرات المقبرة، كشفت الحفريات عن تمثال ضخم آخر من الجرانيت الأسود، يبلغ ارتفاعه 1.17 متر، يصور رجلاً واقفاً مع نقوش هيروغليفية تشير إلى ألقابه، ويُرجح أنه يعود إلى الأسرة 26، مما يشير إلى إعادة استخدام المقبرة في العصور اللاحقة. أمام الواجهة الشرقية، اكتشف مدخل آخر مزين بنقوش لصاحب المقبرة وخرطوش الملك “نفر إير كا رع”، محاطاً بكتفين من الجرانيت الوردي. هذه العناصر تجسد الروابط بين الملوك والأمراء في المجتمع المصري القديم. أما في الجزء الشمالي، فقد كشفت البعثة عن مجموعة فريدة من 13 تمثالاً من الجرانيت الوردي، جالسين على مقاعد مرتفعة، وهو اكتشاف أولي في سقارة يسلط الضوء على فن النحت الجماعي.

كشوف أثرية في مقبرة الأمير وسر إف رع

تتجاوز هذه الكشوف مجرد أجزاء أثرية، حيث تشمل رؤوس تماثيل في مستوى أعلى، تمثل زوجات الأمير، مع تمثال آخر من الجرانيت الأسود مقلوب، يبلغ ارتفاعه حوالي 1.35 متر. هذه القطع تكشف عن تفاصيل اجتماعية وحياتية، مثل دور النساء في المجتمع القديم، وتؤكد على أن سقارة كانت مركزاً حيوياً للدفن والعبادة عبر العصور. البعثة تواصل أعمالها لفهم السياق التاريخي الكامل، خاصة فيما يتعلق بنقل التماثيل وإعادة استخدام المقابر، مما يعزز قيمة هذه الاكتشافات في دراسة التراث المصري. إن هذه اللقى ليس فقط تحافظ على الإرث الثقافي، بل تفتح آفاقاً جديدة للباحثين في فهم التقاليد الدينية والفنية، مع الإشارة إلى أهمية الحفاظ على هذه المواقع للأجيال القادمة. بالتالي، تبرز سقارة كمصدر لا ينضب للمعرفة، حيث تندمج الاكتشافات الجديدة مع الروايات التاريخية لتشكيل سرد شامل عن حضارة امتد تأثيرها آلاف السنين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *