رحلة الحج الأولى لمتقاعد من دكا بفضل مبادرة “طريق مكة” التي تقصر المسافات وتسهل الطريق
منظور الإسلام بن عبدالرزاق، البالغ من العمر 63 عامًا، يعيش في قرية شيموليا بمنطقة نرايان غنج في العاصمة البنغلاديشية دكا. حياته كانت مليئة بالتحديات، حيث يعاني من طرق غير معبدة وآليات بناء منتشرة، لكنه يرى في رحلة الحج عبر مبادرة طريق مكة هدية إلهية تجسد الراحة والتيسير. هذه المبادرة، التي سمع عنها من زملائه في التعليم، غيرت مسار رحلته الروحانية، حيث سيمضي مع زوجته لأول مرة في حياتهما نحو مكة المكرمة.
طريق مكة: تجربة روحانية لمنظور الإسلام
ولد منظور الإسلام في شهر مايو من عام 1962، وهو مدير مدرسة حاصل على درجة الماجستير في العلوم. يتحدث بالبنغالية فقط، لكنه يعبر عن فرحته بقول: “شهر مايو هو علامة فارقة في حياتي؛ فقد ولدت فيه، وتزوجت فيه، وتقاعدت عن التعليم فيه. الآن، في هذا الشهر نفسه، أعد حقائبي لأسافر إلى مكة المكرمة عبر مبادرة طريق مكة، وكل ذلك بتوفيق من الله”.
رحلة الحج عبر المبادرة
في عام 1446هـ، يستعد منظور الإسلام لأداء فريضة الحج للمرة الأولى، مع زوجته، ويشعر بالامتنان لتسهيلات مبادرة طريق مكة. هذه المبادرة اختصرت المسافات والإجراءات الطويلة التي كانت تسبب العناء سابقًا. يروي الدموع في عينيه: “أحمد الله على هذه الفرصة، حيث سمعت من معلمين وأصدقاء أن الحجاج يتمتعون بتعامل مميز في المملكة العربية السعودية. لن ننتظر في صفوف طويلة، بل سننتقل مباشرة في حافلات مجهزة إلى أماكن سكننا، وحقائبنا ستأتي إلينا دون جهد”.
يشير منظور الإسلام إلى أن هذه المبادرة عظيمة، حيث تجسد الرعاية الكاملة لضيوف الرحمن. يقول: “أشكر المملكة على خدماتها الرائعة، فهي تبعث الفرح في قلوبنا. سأذهب إلى الحج مطمئنًا لأعيش تجربة روحانية عميقة مع الله في هذا البلد”. هذا الإعداد يجعله يتأمل في كيف تحولت رحلة حياته من صعوبات يومية إلى لحظات من السرور الروحي. من خلال هذه التجربة، يرى أن مبادرة طريق مكة ليست مجرد وسيلة للسفر، بل هي دعوة للتجدد الداخلي وتعزيز الإيمان.
في سياق حياة منظور الإسلام، يمثل الحج نقطة تحول كبيرة. بعد سنوات من التدريس والعمل الدؤوب، يجد نفسه أمام فرصة ليستريح ويتأمل في ماضيه ومستقبله. زوجته، التي تشاركه الشهر نفسه لولادتها، ستكون رفيقة له في هذه الرحلة، مما يجعلها أكثر خصوصية ومعنى. الطرق غير المعبدة في قريته قد تعكس صعوبات الحياة اليومية، لكن طريق مكة يمثل الآن السبيل الميسر نحو السلام الداخلي.
مع اقتراب الرحلة، يفكر منظور الإسلام في الدروس التي تعلمها من حياته. كمدير مدرسة، كرس حياته لتعليم الآخرين، والآن يتطلع إلى تعلم المزيد من خلال تجربة الحج. هذه المبادرة لم تقلل فقط من الإرهاق الجسدي، بل أعادت له الأمل في أن الحياة يمكن أن تكون مفعمة بالبركات. يؤكد أن الخدمات المقدمة ستساعد في التركيز على الجوانب الروحية، مثل الدعاء والتأمل في مقدسات الحرمين.
في نهاية المطاف، يرى منظور الإسلام أن مبادرة طريق مكة هي رمز للتعاون الإنساني والرعاية الدولية. سيسافر مع زوجته، يحملان معهما قصة حياة مليئة بالصبر والإيمان، متأملين في كيف أصبحت رحلتهما إلى مكة واقعًا ممكنًا. هذه التجربة لن تكون مجرد زيارة، بل بداية لفصل جديد من حياتهما، مليئ بذكريات السلام والرضا. بهذا، يستمر منظور الإسلام في الاستعداد، مستذكرًا أن الله ييسر السبل لمن يسعى بصدق.