مساعد وزير الصناعة يستكشف فرص التعاون التصنيعي المتقدم في النمسا

تعزيز الابتكار الصناعي بين السعودية والنمسا

في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط الدولية في مجال الصناعة، التقى مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير في المملكة العربية السعودية، الدكتور عبدالله بن علي الأحمري، بمسؤولين في العاصمة النمساوية فيينا. خلال هذا اللقاء، بحث مع المدير العام للشؤون الاقتصادية والابتكار والسياسة الدولية في وزارة الاقتصاد والطاقة والسياحة النمساوية، فلورين فروشر، سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات متعددة. ركز النقاش بشكل خاص على الابتكار الصناعي، التصنيع المتقدم، وتطوير المهارات البشرية لمواكبة أحدث التقنيات. هذا الاجتماع يعكس الجهود المتواصلة لتحقيق تقدم صناعي مستدام من خلال تبادل الخبرات والممارسات الفعالة.

تم استعراض التجربة النمساوية الرائدة في برامج التدريب المهني، مثل نظام التعليم المزدوج والتلمذة الصناعية، الذي يجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي. ناقش الجانبان الفرص المتبادلة لتنمية الكوادر البشرية وفق أفضل الممارسات العالمية، مع التركيز على تطوير المهارات اللازمة للتعامل مع التقنيات الحديثة، وذلك لدعم أهداف برنامج “مصانع المستقبل” في المملكة. كما شملت الجلسة مناقشة كيفية دمج هذه البرامج لتعزيز القدرات في قطاعات صناعية واعدة مثل صناعة السيارات، صناعة السفن، والأجهزة الطبية.

تطوير المهارات الصناعية من خلال الشراكات العالمية

تضمنت زيارة مساعد الوزير لمقر شركة Siemens العالمية في النمسا استعراضًا مفصلًا لبرنامج التلمذة الصناعية الذي يقدمه مركز التدريب الاحترافي للشركة. يعتمد هذا البرنامج على دمج التعليم النظري في الفصول الدراسية مع التدريب العملي داخل بيئات عمل حقيقية، مما يسمح للمتدربين بتطبيق المهارات العملية مباشرة. خلال الزيارة، اطلع الأحمري على البرامج التدريبية المتنوعة في مجالات التقنية والصناعة، وعاين نماذج تطبيق الثورة الصناعية الرابعة في البيئة الصناعية الحية. كما التقى بالمتدربين الذين شاركوا تجاربهم وانطباعاتهم حول فعالية هذه البرامج في بناء مهارات متينة.

في هذا السياق، ناقش مع مسؤولي Siemens فرص التعاون لنقل نماذج تدريبية مشابهة إلى المملكة العربية السعودية، مع التركيز على قطاعات استراتيجية. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدرة المدن الصناعية الذكية على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتحقيق التحول الرقمي. في زيارة أخرى، توجه الأحمري إلى جامعة التكنولوجيا في فيينا، حيث استعرض مركز “Pilotfabrik Industrie 4.0” للأبحاث والابتكار. هذا المركز يركز على تقنيات التصنيع المتقدم، مثل التصنيع الإضافي والذكاء الاصطناعي، مما يوفر نماذج عملية للابتكار.

تأتي هذه اللقاءات والزيارات ضمن الجهود الشاملة للمملكة لتعزيز الشراكات الدولية واستلهام أفضل الممارسات العالمية. من خلال هذه التعاونات، تهدف المملكة إلى تمكين التحول الصناعي، بما يضمن تطوير الكوادر البشرية وتعزيز القدرة على المنافسة عالميًا. على سبيل المثال، يمكن لبرامج التدريب هذه أن تساهم في زيادة الإنتاجية عبر قطاعات مثل الطاقة المتجددة والصناعات الرقمية، مما يدعم الرؤية الاستراتيجية للاقتصاد السعودي. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تبادل الخبرات في مواجهة تحديات مثل نقص المهارات في التقنيات الحديثة، من خلال برامج تدريبية مخصصة تؤكد على الابتكار المستمر.

في الختام، تبرز هذه الجهود أهمية التعاون الدولي في دفع عجلة التقدم الصناعي. من خلال تبني نماذج ناجحة مثل تلك التي في النمسا، يمكن للمملكة تعزيز قدرتها على الابتكار والتكيف مع التغييرات السريعة في الساحة الصناعية العالمية. هذا النهج ليس فقط يعزز الاقتصاد المحلي، بل يسهم في بناء جيل من المتخصصين القادرين على قيادة المستقبل الصناعي بشكل مستدام.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *