تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة موجة من ارتفاع سعر الأورو في السكوار مقابل الدينار الجزائري، وذلك بعد الانخفاضات الطفيفة التي حدثت في الأشهر الماضية، يشير الوضع الحالي إلى عودة العملات الأجنبية إلى مستويات مرتفعة، وهذا يثير العديد من التساؤلات حول تأثير ذلك على الاقتصاد الوطني والمواطنين.
سعر الأورو في السكوار مقابل الدينار الجزائري
يبلغ سعر اليورو في السوق السوداء في الجزائر حوالي 251.99 دينارًا للشراء و249.83 دينارًا للبيع، مما يبرز استقرارًا في حركة الأسعار خلال الأيام الماضية. هذا الثبات في الأسعار يعد مؤشراً على استقرار نسبي للعملة الأجنبية في السوق غير الرسمية، ولكن يبقى هذا السعر بعيدًا عن السعر الرسمي الذي تحدده السلطات النقدية.
أسباب ارتفاع سعر الأورو في الجزائر
من العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع أسعار العملات الأجنبية هو القرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية بتحديد المبلغ الأقصى من العملات الأجنبية المسموح للمسافرين بحمله. حيث تم تحديد 7500 أورو كحد أقصى يمكن للمسافرين حمله مرة واحدة في السنة، هذا القرار أحدث ضغطًا على السوق السوداء، حيث زاد الطلب على العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
انخفاض الاحتياطات من العملات الأجنبية
تعاني الجزائر من انخفاض في احتياطات العملات الأجنبية بسبب تراجع عائدات النفط، الذي يعد المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في البلاد، وهذا النقص في الاحتياطات أدى إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية في السوق السوداء، وبالتالي ارتفاع قيمتها مقابل الدينار الجزائري.
تأثير ارتفاع أسعار الأورو والدولار على الاقتصاد الجزائري
الارتفاع المستمر في أسعار الأورو والدولار يؤدي إلى زيادة تكلفة الاستيراد، مما ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات في السوق. فمع ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، تصبح المواد الأولية والسلع المستوردة أكثر تكلفة، مما يؤدي إلى تضخم الأسعار، وهو ما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين.
إن التراجع المستمر في قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الأجنبية يؤدي إلى فقدان الثقة في العملة المحلية، وهذا الوضع يزيد من الطلب على العملات الأجنبية باعتبارها ملاذًا آمنًا للحفاظ على قيمة الأموال، مما يعمق من أزمة العملة المحلية.