لا شك أن موسم الحج هو حدث هام ومميز بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. يبدأ موسم الحج في شهر ذو الحجة القادم لعام 1445، وهذا يجعل استعداد المسلمين لمناسك الحج أمرا بالغ الأهمية. فالحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة هامة على كل مسلم يستطيع القيام بها. لذا، يحرص المسلمون على معرفة ترتيب مناسك الحج والأيام المخصصة لكل منها، سواء كانوا من الحجاج أم من غيرهم. فهذه المعرفة تعتبر جزءا أساسيا من الثقافة الدينية للمسلمين. لذا نشرح لكم في هذا الموضوع مناسك الحج بالترتيب.
مناسك الحج بالترتيب
الخطوة الأولى: يبدأ الحجاج المناسك من يوم الثامن من ذي الحجة. بداية، يقوم الحجاج بالاغتسال والتطيب قبل لبس ملابس الإحرام التي سيؤدون بها مناسك الحج. عند البدء في الحج، يقوم كل حاج بالإحرام من المكان الذي نزل فيه، مرددا عبارة “لبيك حجا” ثم يبدأ بالتلبية المعروفة، والتي لا يقطعها إلا عند رمي جمرة العقبة في يوم عيد الأضحى.
الخطوة الثانية: يتوجه الحجاج إلى منى في نفس اليوم الثامن قبل الظهر، ويؤدون هناك صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا، دون جمع. ويحرص الحجاج على المبيت في منى حتى صلاة الصبح، قبل استكمال باقي مناسك الحج.
الخطوة الثالثة: بعد أداء الصلوات في منى، المرحلة الثالثة من مناسك الحج هي الطواف بالكعبة المشرفة. هذا الطواف يعتبر عبادة يثاب عليها المسلم، سواء كان يعتبرها واجب أو تطوع، وذلك امتثالا لقوله تعالى: “وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ” [الحج: 29]. والطواف يعني الدوران حول الكعبة.
الخطوة الرابعة: السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، تبدأ من الصفا وتنتهي بالمروة. ويشترط في السعي أن يكون بعد طواف، سواء كان هذا الطواف ركنا أو واجبا أو سنة.
الخطوة الخامسة: هي المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة. وفيها يمشي الحاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار، ويسرع إذا وجد فرصة لذلك. أما بالنسبة للصلوات في مزدلفة، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز تأخير صلاتي المغرب والعشاء ليتم أدائهما في مزدلفة. وإذا ترك الحاج المبيت بمزدلفة، فإن حجه يصح ولكن عليه دم (ذبح هدي). وإذا حضر الحاج مزدلفة في النصف الثاني من الليل وأقام فيها، سواء قلت المدة أم كثرت، فقد حصل المبيت المطلوب.
الخطوة الأخيرة: طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج المتفق عليها. فإن الحاج لا يتحلل التحلل الأكبر من الإحرام إلا بعد أداء هذا الطواف، ولا يوجد بديل له. يؤدي الحاج طواف الإفاضة ضمن مناسك الحج، وذلك بعد أن يفيض من عرفة ويبيت بالمزدلفة. فيأتي منى يوم عيد الأضحى، ويرمي الجمرات، وينحر الهدي، ويحلق أو يقصر. بعد ذلك، يأتي إلى مكة المكرمة ليؤدي طواف الإفاضة حول البيت الحرام.
في النهاية، يجب على كل مسلم حامل للهمة الإسلامية أن يسعى جاهدا لأداء فريضة الحج إذا أتيحت له الفرصة، وأن يستغل هذه الفرصة للتوبة والاستغفار والتعبد والتقرب إلى الله، عله يتقبل حجه ويغفر له ذنوبه وينعم عليه بالبركات والرحمة.