رسالة حارق تبكي الجزائريين كتبها وهو يلفظ أنفاسه في عرض البحر
رسالة حراق تبكي الجزائريين، قلبت ورقة كتبها أحد المهاجرين غير الشرعيين (الحراق) صفحات التواصل الاجتماعي في الجزائر، خاصة أنها صيغت في عرض البحر قبل ساعات من وفاته، وقد عثر الناشط الإسباني فرانشيسكو خوسيه كليمونت مارتين، المهتم بشؤون المهاجرين غير الشرعيين، على هذه الورقة في ملابس أحد الضحايا ونشرها على صفحته التي تجمع نحو ربع مليون متابع، مناشداً متابعيه، وغالبًا ما يكونون من عائلات المهاجرين، بترجمة محتواها له.
رسالة حراق تبكي الجزائريين
احتوت الورقة المكتوبة باللغة العربية على الآيتين 87 و88 من سورة الأنبياء، اللتين تتناولان قصة النبي يونس وكيف ابتلعه الحوت في البحر حيث ناجى ربه قائلا: “وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (87) فاستجبنا له ونجيناه من الغم ۚ وكذلك ننجي المؤمنين (88)”.
كما نشر فرانشيسكو، الذي يعمل في مركز لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين، بعض ملابس المتوفي ليتمكن أهله من التعرف عليه، مع احتمال ضئيل أن يكون من إحدى الدول المغاربية (المغرب، الجزائر أو تونس).
وتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع الصور، معبرين عن حزنهم لمصير الشاب الذي عانى كثيرًا قبل أن يلقى حتفه وحيدًا في عرض البحر، دون أن يصل إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.
“شعرت أنه ابني”
في ذات السياق، أثير النقاش حول ظاهرة “الحرقة” التي شهدت ارتفاع ملحوظ في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة.
كتب أحد الجزائريين على فيسبوك: “بكيت عندما قرأت المنشور.. شعرت أنه ابني أو أخي حتى وإن كنت لا أعرفه”، بينما عبرت سيدة أخرى عن تأثرها على صفحة الناشط الإسباني.
اعتبر آخر أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب في بلدان المغرب العربي هي المسؤولة عن هذه المأساة، من جهة أخرى، رأى بعضهم أن المسؤولية تقع على عاتق الشباب الذين يقومون بخوض هذه التجربة ويغامرون بحياتهم بإلقاء أنفسهم في المجهول، وعلق أحدهم قائلاً: “مهما كانت الأوضاع، فإن أي حل، حتى لو كان فقراً، أفضل من هذا المصير المحتوم. أرى أن الحرقة خيار الفاشلين”.
تعليقات