إيدج شريكاً قطاعياً لـ”اصنع في الإمارات” لتطوير التصنيع المتقدم

في عصر التحول الرقمي والابتكار السريع، تُعد الإمارات العربية المتحدة نموذجاً عالمياً للتنويع الاقتصادي والاعتماد على التصنيع المتقدم. في هذا السياق، أعلنت مجموعة إيدج، الشركة الإماراتية الرائدة في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، عن شراكتها القطاعية مع مبادرة “اصنع في الإمارات”، وهي حملة حكومية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي، جذب الاستثمارات الدولية، وتحويل الإمارات إلى مركز عالمي للتصنيع المتقدم. تُمثل هذه الشراكة خطوة حاسمة لدفع عجلة الابتكار في البلاد، مما يعزز من القدرات الإماراتية ويفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد المستدام.

ما هي مجموعة إيدج ودورها في التصنيع المتقدم؟

مجموعة إيدج هي إحدى الشركات الرائدة في الإمارات، تأسست تحت مظلة صندوق الاستثمارات السيادي الإماراتي (مؤسسة أبوظبي للاستثمار)، وتتخصص في صناعات متقدمة تشمل الدفاع، الطيران، التكنولوجيا، والأنظمة الذكية. منذ إنشائها، ركزت الشركة على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على البحث والتطوير، مما جعلها منصة رئيسية للابتكار في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، قامت مجموعة إيدج بتصميم وإنتاج طائرات بدون طيار وأنظمة إلكترونية متقدمة تستخدم في القطاعات العسكرية والمدنية، مما يعكس قدرتها على دمج التكنولوجيا الحديثة مع الاحتياجات المحلية.

في ظل هذا الخبرة، أصبحت مجموعة إيدج شريكاً قطاعياً لمبادرة “اصنع في الإمارات”، التي أطلقتها حكومة الإمارات لتغطية قطاعات مثل الطاقة المتجددة، السيارات الكهربائية، والتصنيع الذكي. تهدف المبادرة إلى زيادة مساهمة التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي، حيث يُتوقع أن يصل إلى 15% بحلول عام 2031، وفقاً للاستراتيجية الوطنية. من خلال هذه الشراكة، تقدم مجموعة إيدج خبراتها التقنية والتدريبية لتعزيز القدرات المحلية، مما يساهم في تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية للإمارات.

كيف تدعم الشراكة دفع التصنيع المتقدم؟

تأتي شراكة مجموعة إيدج مع “اصنع في الإمارات” في وقت مناسب لمواجهة تحديات ما بعد جائحة كورونا، حيث أصبحت الحاجة ملحة لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات. من خلال هذه الشراكة، ستقوم مجموعة إيدج بتحقيق عدة أهداف استراتيجية، بما في ذلك:

  • تطوير المهارات والتدريب: ستعمل الشركة على تدريب الشباب الإماراتي من خلال برامج تعليمية متخصصة في التصنيع المتقدم، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تشمل الشراكة إنشاء مراكز تدريبية في أبوظبي ودبي، حيث سيتم تدريب أكثر من 1000 متقن في السنوات الخمس القادمة، مما يعزز من القوة العاملة المؤهلة ويقلل من الفجوة بين التعليم والسوق.

  • الاستثمار في الابتكار: ستقود مجموعة إيدج مشاريع مشتركة لتطوير منتجات محلية، مثل أنظمة الطاقة المتجددة والأجهزة الإلكترونية المتقدمة. هذا الجهد يتماشى مع أهداف المبادرة في جذب استثمارات تزيد عن 10 مليارات دولار في قطاع التصنيع، مما سيزيد من الإنتاج المحلي ويفتح أسواقاً عالمية للمنتجات الإماراتية.

  • تعزيز الاستدامة: في ظل التركيز العالمي على البيئة، ستساهم الشراكة في تطوير تقنيات خضراء، مثل تصنيع السيارات الكهربائية والتكنولوجيا الذكية للطاقة. هذا يدعم رؤية الإمارات في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، حيث تعمل مجموعة إيدج على إنتاج أنظمة طاقة مستدامة تساهم في خفض انبعاثات الكربون.

في الواقع، أدت هذه الشراكة إلى إنجازات ملموسة بالفعل. على سبيل المثال، شاركت مجموعة إيدج في إنتاج أول طائرة إماراتية مخصصة للاستخدامات المدنية، مما يُعزز من السيادة التكنولوجية للبلاد. كما أنها فتحت الطريق أمام شراكات دولية مع شركات عالمية مثل بوينغ ولاكهيد مارتن، مما يعزز من سمعة الإمارات كمركز للابتكار.

الآفاق المستقبلية والفوائد الاقتصادية

تشكل شراكة مجموعة إيدج مع “اصنع في الإمارات” نموذجاً للتعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يعزز من الاقتصاد الوطني بشكل عام. من المتوقع أن تخلق هذه الشراكة آلاف الوظائف في مجالات التصنيع المتقدم، وتزيد من النمو الاقتصادي بنسبة تصل إلى 5% سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم في تحقيق التنويع الاقتصادي، حيث يتجاوز التصنيع الآن الاعتماد على النفط، ويصبح محركاً رئيسياً للاستدامة.

في الختام، تُعد مجموعة إيدج شريكاً استراتيجياً حقيقياً لمبادرة “اصنع في الإمارات”، حيث تُعزز من دفع التصنيع المتقدم قُدماً من خلال الابتكار، التدريب، والاستثمار. هذه الشراكة ليست مجرد اتفاق تجاري، بل خطوة نحو مستقبل مزدهر يعكس قوة الإمارات في تحقيق رؤيتها الوطنية. مع استمرار التعاون، من المؤكد أن الإمارات ستكون في طليعة الدول الرائدة في التصنيع العالمي، مما يفتح أبواباً لجيل جديد من الفرص الاقتصادية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *