إيلون ماسك يحقق حلمه: OpenAI تبقى مؤسسة غير ربحية
أعلنت شركة OpenAI، المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، عن قرارها التراجع عن خطط تحويلها إلى كيان ربحي مستقل، مما يعني أنها ستحافظ على هيكلها كمنظمة غير ربحية. هذا القرار جاء كرد فعل مباشر للضغوط القانونية، خاصة الدعوى المرفوعة من قبل الشريك المؤسس إيلون ماسك، الذي وصف التغييرات المقترحة بأنها تتنافى مع الرسالة الأصلية للشركة. في تدوينة نشرها الرئيس التنفيذي سام ألتمان، أكد أن OpenAI ستبقى ملتزمة بأهدافها غير الربحية، قائلاً إن المنظمة تأسست بهذا الشكل وسيظل هذا الالتزام ثابتاً رغم التحديات.
إيلون ماسك يحرز تقدماً في أمنيته
بفضل هذا التراجع، يبدو أن إيلون ماسك، المؤسس المشارك الذي غادر الشركة عام 2018، قد حقق جزءاً من مطالبه، حيث اتهم OpenAI بالانحراف عن هدفها الأساسي في تعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية. أوضح ألتمان أن الشركة ستحول قطاعها الربحي إلى شركة منفعة عامة (PBC) لجمع المزيد من التمويلات، لكن الإشراف الكامل سيكون للكيان غير الربحي. وفقاً لبريت تايلور، رئيس مجلس الإدارة، تم اتخاذ هذا القرار بعد مشاورات مع قادة المجتمع المدني ومكاتب النائب العام في كاليفورنيا وديلاوير، لضمان التوازن بين الحاجة إلى التمويل والالتزام بالأخلاقيات. هذا النهج يمثل تسوية تلبي احتياجات المستثمرين دون التفريط في الرسالة الأخلاقية للشركة، كما أكد ألتمان، مشيراً إلى أن OpenAI تهدف إلى تمكين الجميع من الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع الطموح لمشاركة نماذج مفتوحة المصدر في المستقبل.
التطورات في الخلاف مع مؤسسي OpenAI
رغم هذا التراجع، يواصل ماسك دعواه القضائية ضد OpenAI، متهماً إياها بخرق العقود والانحياز إلى المنافع الشخصية، خاصة بعد شراكتها مع مايكروسوفت. في نص الدعوى، وصف محامي ماسك الوضع بأنه يتجاوز الدراما الشكسبيرية، مؤكداً أن الشركة تحولت من كيان مفتوح وغير ربحي إلى نموذج مغلق يخدم مصالح تجارية. هذا النزاع ليس حديثاً، إذ عبر ماسك عن معارضته سابقاً للاتجاه نحو السرية والربحية، كما كشفت سيرة ذاتية عن محاولته دمج OpenAI مع شركته Tesla، والتي رفضها مجلس الإدارة. ومع ذلك، تؤكد OpenAI قدرتها على جذب استثمارات جديدة، حيث أعلنت عن خطط لجمع 40 مليار دولار في جولة تمويل جديدة برئاسة شركة سوفت بنك. هذه التطورات تظهر جهود الشركة في موازنة طموحاتها التجارية مع الحفاظ على رسالتها الأخلاقية، فيما تتصاعد الصراعات القانونية، مما يبرز تحديات بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يخدم البشرية دون الانحياز إلى مصالح محدودة. بشكل عام، يعكس هذا الوضع التزاما مستمراً بالابتكار، لكن بطرق أكثر تعقيداً وتكييفاً مع الظروف القانونية والأخلاقية.