فرص عمل هائلة تنتظر متخصصي المسرح والموسيقى والسينما!
شهدت جامعة الملك سعود حدثًا فنيًا مميّزًا مساء الأسبوع الماضي، حيث أقيم حفل كورال طويق المخصص للموسيقى العربية، بالتعاون بين كلية الفنون في الجامعة ومعهد البيت الموسيقي العالي. كان هذا الحفل جزءًا من جهود مكثفة لتعزيز القطاع الثقافي وتطوير الثقافة الموسيقية في السعودية، وفق أهداف رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والتنمية الثقافية.
حفل كورال طويق ودوره في الموسيقى العربية
استمر الحفل لأكثر من ساعتين في مسرح حمد الجاسر، حيث قدم الكورال عروضًا موسيقية أصيلة تحت قيادة الدكتور أيمن تيسير. حضر الفعالية مسؤولون أكاديميون وفنانون وإعلاميون، مما أكد على أهميتها في تعزيز الروابط الثقافية. كشفت الدكتورة منى المالكي، عميدة كلية الفنون، في تصريح خاص، عن خطة لإطلاق برنامج أكاديمي متخصص في تدريس الموسيقى بحلول عام 2027، كخطوة متقدمة في مسار التعليم الفني بالسعودية. أشارت إلى أن الكلية ستبدأ بتنظيم حفلات موسيقية شهرية مفتوحة للجمهور، وفق توجيهات رئيس الجامعة تركي الشبانة، لتعزيز الارتباط بين الجامعة والمجتمع واستغلال عوائد الفعاليات الفنية.
تعزيز الثقافة الموسيقية كأداة تنموية
أكدت الدكتورة المالكي أن هذه الجهود تأتي ضمن مبادرة من وزارة الثقافة لتدريس الفنون أكاديميًا، بهدف بناء جيل متخصص في المجالات الإبداعية مثل الموسيقى والمسرح والسينما. قالت إن الكلية بدأت بتقديم دورات حرة ثم دبلومات، وستتوسع لتشمل برنامجًا كاملاً يدعم تحقيق رؤية 2030 من خلال تنمية القطاع الثقافي وتحسين جودة الحياة. أضافت أن الحفلات تمثل فرصًا للاستثمار الثقافي، مع خطط مستقبلية تشمل استضافة أنشطة متنوعة، حيث تم ترشيح إحدى الطالبات لحضور مهرجان كان السينمائي، مما يعكس الانخراط العالمي للطلاب. وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور أيمن تيسير، الشريك المؤسس لمعهد البيت الموسيقي العالي، أن الكورال يجمع أكثر من 100 موهبة شابة من السعودية والعالم العربي، لتقديم برامج غنائية تعرض الموروث الموسيقي وتعزز الذائقة الثقافية.
يعمل المعهد على تقديم برامج تعليمية معتمدة تنتهي بشهادات أكاديمية، إلى جانب تنظيم دورات وإدارة الفرق الموسيقية وتطوير المناهج الفنية. من جهته، أكد معتز الشبانة، المدير التنفيذي للمعهد، أن هذا المعهد الأول من نوعه في السعودية يعمل من الرياض وجدة لتقديم دورات موسيقية معتمدة من وزارة الثقافة ومؤسسة التدريب التقني، بما في ذلك دبلوم الموسيقى. يضم المعهد نخبة من الأساتذة الدوليين ويعتمد أفضل المناهج التعليمية لنشر ثقافة التعليم الموسيقي وتطوير التشريعات ذات الصلة، مع التركيز على تدريب الفرقة الوطنية والكورال الوطني وإعداد مناهج للمدارس والجامعات.
تُمثل هذه الجهود خطوة عملية نحو تعزيز الثقافة الفنية في المجتمع، مع الالتزام برؤية 2030 التي تضع الموسيقى ضمن أولويات التنمية الثقافية، مفتحة آفاقًا جديدة للمواهب الشابة وتعزيز دور الفنون في تحسين جودة الحياة.