مخرج مشهور يكشف أسباب تراجع الفن والسينما وخطوته نحو الاعتزال!
في عالم السينما المصرية، يُعد موضوع الرقابة على الأعمال الفنية واحداً من أكبر التحديات التي تواجه المبدعين، حيث يؤدي إلى تقييد الحرية الإبداعية وضعف دور مصر كمرجع ثقافي في المنطقة العربية. يشارك المخرجون تجاربهم المريرة مع هذا الواقع، الذي يفرض قيوداً تعيق تطور الفن وتعبر عن مخاوف اجتماعية وسياسية، مما يدفع الكثيرين للتمسك بأفكارهم الأصلية رغم الصعوبات.
أزمة الرقابة وتأثيرها على الفن
كشف المخرج خالد عن التحديات الكبيرة التي واجهها خلال مسيرته المهنية مع الرقابة على الأفلام، موضحاً أن نسبة كبيرة تصل إلى 90% من أعماله قد تعرضت لصراعات قبل الظهور. يؤكد خالد أن هذه الرقابة ليس لها تأثير سلبي فقط على الإنتاج الفني، بل تعيق أيضاً مكانة مصر كقوة ثقافية رائدة في العالم العربي. وفقاً لتصريحاته، يُعتبر الرفض المتكرر للأعمال الفنية بسبب مخاوف من ردود الفعل الاجتماعية أو المؤسسية سبباً رئيسياً في تدمير الإبداع والسينما بشكل عام. هذا المناخ المحبط يفرض قيوداً على حرية التعبير، مما يقلل من سقف الإبداع ويضعف قدرة مصر على التميز كنموذج للقوة الناعمة في المنطقة.
التحديات الرقابية والإبداع
في تصريحات أدلى بها خالد على هامش مشاركته في مهرجان أسوان لأفلام المرأة، أكد أن الرقابة هي العائق الأكبر أمام تطور الفن، خاصة عندما تكون مدفوعة بمخاوف من اعتراض الجمهور أو المؤسسات، مما يؤدي إلى قرارات مثل المنع أو الحذف. يصف ذلك بأنه مناخ يقيد الإبداع بشكل كبير، حيث أنه لم يكن لديه أي فيلم لم يواجه فيه مشكلات مع الرقابة. على سبيل المثال، كان 90% من أفلامه موضع نزاعات حتى تتمكن من الظهور، لكنه رفض دائماً حذف أي مشهد طُلب منه، متمسكاً بأن الأفلام يجب أن تظهر كما هي مصممة منذ البداية. هذه التجربة شخصية تعكس واقعاً أوسع يؤثر على صناعة السينما المصرية بأكملها، حيث أن مثل هذه القيود تخفض من جودة الإنتاج وتثني المبدعين عن المخاطرة بأفكار مبتكرة.
أما بالنسبة لشائعات اعتزاله الفن، فقد نفاها خالد صراحة، قائلاً إن الأخبار التي انتشرت عن اعتزاله كانت غير دقيقة، واضطر للخروج ببيان لتدارك الأمر. يرى أن الإنسان يجب أن يستمر في العطاء طالما كان قادراً، متبنياً فلسفة المدرسة التي تشجع على الإبداع حتى آخر يوم في الحياة. في السياق نفسه، أعلن عن عمله على مشروع جديد يتعلق بفيلم “خطوات الخوف”، الذي يمر حالياً بمرحلة الكتابة رغم غير المناخ العام الذي ليس مواتياً تماماً. هذا الفيلم يمثل خطوة أخرى في مسيرة خالد، حيث يأمل في أن يتجاوز التحديات الرقابية ويقدم عملاً يعكس الواقع الإبداعي الحقيقي.
في الختام، تظل أزمة الرقابة تحدياً رئيسياً يهدد بتشويه هوية السينما المصرية، لكن مثل تصريحات خالد تبرز أهمية المقاومة من خلال الالتزام بالأصالة والإصرار على الحرية الإبداعية، مما يعزز الدعوة لإصلاحات تهدف إلى تعزيز دور مصر كقوة ثقافية إقليمية.