جهود قواتنا المسلحة الإنسانية.. تجسيد لمبادئ الوالد المؤسس النبيلة

بقلم: [اسم الكاتب أو فريق التحرير]

في ظل عالم يعاني من التحديات الإنسانية المتزايدة، مثل الكوارث الطبيعية والصراعات المسلحة، تبرز جهود قواتنا المسلحة الإماراتية كمثال مشرف على التزام شعبنا بمبادئ الرحمة والتضامن. هذه الجهود لم تكن مجرد عمليات عسكرية، بل تمثل تجسيداً حياً للمبادئ النبيلة التي غرسها الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه الحكام الذين ساهموا في ترسيخ أسس دولة الإمارات العربية المتحدة كرمز للإنسانية والتضحية.

منذ تأسيس الدولة في عام 1971، كان الشيخ زايد يؤكد دائماً على أن القوة العسكرية لا تقتصر على الحماية الوطنية، بل تمتد لتشمل خدمة الإنسانية. كان يقول إن “اليد الواحدة لا تصفق”، مما يعكس فلسفته في بناء جسور التعاون مع الشعوب الأخرى. هذه المبادئ، التي ورثها الحكام اللاحقون مثل الشيخ خليفة بن زايد، والشيخ محمد بن زايد، حفظهما الله، تجسدت في عمل قواتنا المسلحة من خلال مشاركتها في العديد من المهام الإنسانية عالمياً. إنها ليست مجرد واجب، بل رسالة واضحة عن هوية أمتنا المتجذرة في التراث الإسلامي والقيم الإنسانية.

في السنوات الأخيرة، أثبتت قواتنا المسلحة أنها على قدر المسؤولية في مواقف عدة. على سبيل المثال، خلال الوباء العالمي لفيروس كورونا، ساهم أفرادها في حملات الإغاثة الطبية داخل الإمارات وخارجها. كما شاركت في إمداد الدول المتضررة بالمساعدات الإنسانية، مثل عمليات إرسال الطائرات لنقل المستلزمات الطبية إلى دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي سيناريوهات الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات في باكستان أو الزلازل في تركيا، كانت قواتنا هناك مباشرة، توفر الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، مما أكد على دورها كقوة سلام وليس حرب فقط.

أما في المناطق المتضررة من الصراعات، فإن جهود قواتنا في اليمن وأفغانستان وغيرها من البلدان تبرز كقصة إلهام. لقد شاركت في عمليات إغاثة للمدنيين، بما في ذلك إيواء اللاجئين وتقديم الدعم الطبي، مما يعكس مبادئ الشيخ زايد في التعاون الإقليمي والدولي. هذه الجهود لم تكن عفوية، بل هي استمرار للنهج الذي رسمه الوالد المؤسس، حيث كان يقود شخصياً حملات الإغاثة في الستينيات والسبعينيات، متجاوزاً الحدود ليساعد الشعوب الشقيقة في أفريقيا وآسيا.

يُذكر أن هذه الجهود لم تلق إعجاب العالم فحسب، بل وأكسبت الإمارات احتراماً دولياً كدولة تقود جهود السلام والإنسانية. في خطاباته، يؤكد قادتنا دائماً أن هذا الالتزام جزء من هويتنا الوطنية، مستوحى من تعاليم الإسلام التي تجعل من مساعدة الآخرين فريضة. لذا، فإن قواتنا المسلحة تجسد هذه المبادئ النبيلة، مضيفة إلى سمعة الإمارات كمنارة للأمل في عالم مضطرب.

في الختام، تظل جهود قواتنا المسلحة الإنسانية دليلاً حياً على أن مبادئ الشيخ زايد وإخوانه الحكام ليست مجرد كلمات، بل واقع يُعاش يومياً. هذه الجهود تعزز من وحدتنا الوطنية وتعكس رؤيتنا لمستقبل أكثر أماناً وتعاوناً. نحن، كشعب إماراتي، نفخر بقواتنا التي تكافح من أجل السلام، مستلهمة من التراث العريق الذي غرسه الوالد المؤسس. إنها دعوة للجميع للاستمرار في هذا الطريق، لبناء عالم أفضل يعتمد على المبادئ النبيلة التي نرفع رايتها عالياً.

جريدة الوطن – الإمارات العربية المتحدة

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *