انتهاء الدورة الـ34 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بإنجازات مميزة
في ختام أحد أبرز الفعاليات الثقافية في الإمارات العربية المتحدة، يطوي معرض أبوظبي الدولي للكتاب صفحات دورته الـ34، الذي أُقيم مؤخراً في العاصمة الإماراتية، وشهد مشاركة واسعة من الناشرين والكتاب والقراء من مختلف أنحاء العالم. يُعد هذا المعرض، الذي يُنظم سنوياً من قبل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، منصة حيوية لتعزيز الحوار الثقافي ونشر الإرث الأدبي، مما يجعله حدثاً لا يُفوت على عشاق الكتب والمعرفة.
تاريخ عريق وتطور مستمر
منذ إطلاقه في عام 1987، تحول معرض أبوظبي للكتاب من حدث محلي إلى حدث دولي بارز، يجمع بين التراث العربي والثقافات العالمية. في دورته الـ34، التي استمرت لفترة أسبوع كامل من 2 إلى 8 مايو 2023، لم يكن المعرض مجرد عرض للكتب، بل كان ملتقى فكرياً يستكشف قضايا الثقافة المعاصرة، كالذكاء الاصطناعي في الأدب والتغيرات المناخية من خلال الرواية. وبحسب الإحصاءات الرسمية، شهدت الدورة مشاركة أكثر من 500 دار نشر من 60 دولة، مما يعكس التنوّع الثقافي الذي يسعى إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب.
أبرز الفعاليات والأحداث
كان برنامج الدورة الـ34 حافلاً بالأنشطة التي جذبت الآلاف من الزوار، بما في ذلك:
- جلسات حوارية وورش عمل: عقدت العديد من الجلسات مع كتاب ومفكرين معروفين، مثل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، الذي شارك في نقاش حول حرية التعبير، وكذلك الكاتبة السعودية ساجي الغامدي، التي استعرضت أعمالها في مجال الرواية النسوية. كما تم تنظيم ورش عمل للكتاب الشباب لتعزيز مهارات الكتابة الإبداعية.
- معرض الكتب: عُرضت ملايين النسخ من الكتب المتنوعة، من الروايات والشعر إلى الكتب العلمية والتاريخية. شهد المعرض ارتفاعاً في مبيعات الكتب الإلكترونية، مما يعكس التكيف مع التطورات الرقمية.
- البرامج الترفيهية: شملت فقرات للأطفال مثل قصص القراءة والرسوم المتحركة، بالإضافة إلى معارض فنية تربط بين الأدب والفنون البصرية.
لم يكن التأثير مقتصراً على المستوى المحلي، إذ ساهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي بين الشرق والغرب، حيث كانت الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا على رأس قائمة المشاركين، إلى جانب الدول العربية والآسيوية.
تأثير المعرض على المجتمع
في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، نجحت دورة 2023 في استعادة بريقها، حيث زاره أكثر من 250 ألف زائر، وفقاً للمنظمين. هذا الحدث يلعب دوراً حاسماً في تشجيع القراءة بين الشباب، خاصة في منطقة الخليج حيث يُولي الاهتمام بالثقافة أهمية كبيرة. كما يدعم المعرض مبادرات للتنويع الثقافي، مثل ترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى، مما يساعد في نشر التراث الإماراتي عالمياً.
ومن جانب آخر، أكد مسؤولو الدائرة أن الدورة الـ34 ساهمت في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال زيادة السياحة الثقافية، حيث أصبح المعرض جزءاً من استراتيجية أبوظبي لتصبح عاصمة ثقافية عالمية.
نظرة إلى المستقبل
مع إغلاق صفحات الدورة الـ34، يتطلع المعرض إلى استمرار نموه في الدورات القادمة. من المتوقع أن تركز الدورة الـ35، المقررة في 2024، على التحديات الرقمية في عالم النشر، مع تكثيف الجهود لجعل المعرض أكثر شمولية وتفاعلاً مع الجمهور العالمي. كما يُذكر أن أبوظبي للكتاب لم يكن مجرد حدث، بل رمز للثقافة الإنسانية التي تتحدى الجدران وتبني الجسور.
في الختام، يطوي معرض أبوظبي للكتاب صفحاته الـ34 بفخر، متسلحاً بإرثه الغني وتطلعاته الواسعة. إنه دعوة مفتوحة للقراء في كل مكان للاستمرار في السعي نحو المعرفة، فالكتب، كما يقولون، هي أبواب إلى عوالم أخرى.