تلسكوب SPHERE-X ينطلق في مهمة تاريخية لرسم خريطة السماء بتقنية ثلاثية الأبعاد

تلسكوب SPHEREx الفضائي يطلق مهمة رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للسماء

بدأ تلسكوب SPHEREx الفضائي في مهمته الرئيسية لرسم خريطة شاملة للسماء، مستخدماً تقنيات متقدمة لتعزيز فهمنا للكون المبكر. بعد إطلاقه في أوائل شهر مارس، قام التلسكوب بإجراءات الإعداد والفحص لأكثر من شهر، ثم بدأ عمليات الرصد الفعلية الأسبوع الماضي. يعتمد هذا المشروع على رصد دقيق للسماء بأكملها على مدار عامين كاملين، مما يساعد في استكشاف أسرار نشأة الكون وتطوره. من خلال تصميمه المتقن، يتيح التلسكوب للعلماء جمع بيانات غنية حول الكون، مما يفتح آفاقاً جديدة في دراسة الفيزياء الفلكية.

يعد هذا التلسكوب خطوة كبيرة في علم الفلك، حيث يدور حول الأرض بنسبة تزيد عن 14.5 دورة يومياً، ويلتقط ما يقارب 3600 صورة كل يوم. هذه الصور تغطي نطاقاً واسعاً من الأشعة تحت الحمراء، يشمل أكثر من 102 طول موجي مختلف، مما يوفر رؤية غير مسبوقة للأجسام السماوية. في نهاية عملية الرصد، ستتم دمج هذه البيانات لإنشاء أربع خرائط كاملة للسماء، تساعد في رسم صورة ثلاثية الأبعاد دقيقة للكون. يستمر المسح الشامل لمدة 25 شهراً، حيث يتحرك التلسكوب من الشمال إلى الجنوب، مروراً فوق القطبين، لالتقاط شرائط دائرية من السماء يومياً.

المرصد SPHEREx يوسع آفاق استكشاف الكون

مع مرور الأيام، يتغير مجال الرؤية للمرصد SPHEREx بفضل دوران الأرض حول الشمس، مما يضمن تغطية كاملة لجميع الاتجاهات في الفضاء خلال ستة أشهر فقط. هذا التصميم الذكي يسمح للباحثين بجمع معلومات قيمة حول توسع الكون في اللحظات الأولى بعد الانفجار الكبير، مما يساعد في فهم سرعة هذا التوسع وآثاره على هيكل الكون الحالي. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استخدام البيانات للبحث عن العناصر الأساسية للحياة في أنحاء مجرتنا درب التبانة، مثل المواد العضوية أو الظروف المناسبة للكائنات الحية.

يعكس مشروع SPHEREx التزام العلماء باستكشاف الألغاز الكونية، حيث يركز على دراسة النجوم، والمجرات، والأجسام السماوية الأخرى بطريقة شاملة. هذه المهمة لن تقتصر على رسم خرائط بياناتية فحسب، بل ستساهم في تطوير نماذج جديدة لتاريخ الكون، مما قد يؤدي إلى اكتشافات مذهلة حول أصولنا ومستقبل الكون. من خلال هذا العمل، يصبح من الممكن توقع ظواهر فلكية جديدة وفهم كيفية تطور المواد في الفضاء. يمثل التلسكوب خطوة نحو عصر جديد في الفلك، حيث يجمع بين التقنية المتقدمة والأبحاث العلمية للإجابة على أسئلة وجودية. بفضل هذه الجهود، سيكون لدينا منظور أعمق حول مكانتنا في الكون، مما يلهم الأجيال القادمة لمواصلة الاكتشاف.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *