انخفاض كبير في أسعار العقارات بالطريق المنحدر.. تراجع بنسبة 48%

مسلسل تراجع الصفقات العقارية يتواصل للأسبوع الثالث على التوالي، مما يعكس ركوداً واضحاً في قطاع العقارات بالمملكة. تشير البيانات إلى انخفاض كبير في عدد الصفقات، قيمتها المالية، ومتوسط أسعار البيع، حيث سجل متوسط سعر البيع تراجعاً حاداً بنسبة 48% مقارنة بالأسبوع السابق. هذا الاتجاه يبرز تأثيرات اقتصادية متعددة، بما في ذلك انخفاض عدد الصفقات من 5,226 إلى 3,534، وقيمة الصفقات من 5 مليارات ريال إلى 2.95 مليار ريال. كما انعكس هذا التراجع على متوسط سعر بيع الصفقات، الذي هبط من 276 ريالاً للمتر إلى 139 ريالاً للمتر. يشكل هذا الوضع تحدياً لسوق العقارات، الذي يبدو أنه يعاني من عوامل خارجية قد تكون مرتبطة بظروف السوق أو التغيرات الاقتصادية.

تراجع الصفقات العقارية يسجل أرقاماً قياسية منخفضة

في سياق هذا التراجع، تجدر الإشارة إلى التفاصيل الإقليمية التي تظهر انخفاضاً ملحوظاً في المدن الرئيسية. على سبيل المثال، شهدت الرياض تنفيذ 520 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 808 ملايين ريال، مقارنة بـ775 صفقة بقيمة 1.5 مليار ريال في الأسبوع السابق. أما مكة المكرمة، فقد سجلت 145 صفقة بقيمة 140 مليون ريال، مقابل 275 صفقة بقيمة 220 مليون ريال. كذلك، انخفضت الصفقات في المدينة المنورة إلى 166 صفقة بقيمة 151.8 مليون ريال، مقارنة بـ238 صفقة بقيمة 264 مليون ريال. في جدة، بلغت الصفقات 563 صفقة بقيمة 665.5 مليون ريال، بينما شهدت الدمام تراجعاً إلى 102 صفقة بقيمة 186.5 مليون ريال، مقابل 188 صفقة بقيمة 432 مليون ريال. أما أبها، فقد سجلت 87 صفقة بقيمة 50 مليون ريال، وهو ارتفاع طفيف مقارنة بـ69 صفقة بقيمة 42.4 مليون ريال في السابق. هذه الأرقام تؤكد انتشار الركود عبر المناطق الجغرافية الرئيسية، مما يعني تأثيراً واسعاً على النشاط الاقتصادي المحلي.

انخفاض النشاط العقاري في الأحياء الأبرز

عند النظر إلى الأحياء الأكثر تداولاً على مستوى المملكة، يظهر انخفاض مماثل في معظم المناطق، مع بعض الاستثناءات التي تشير إلى تغييرات في الأنماط. تصدر حي نمار في الرياض قائمة الأحياء الأكثر نشاطاً، حيث تم تسجيل 80 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 84.5 مليون ريال. يليه حي الجنادرية من الرياض في المرتبة الثانية، مع 63 صفقة بقيمة 44.7 مليون ريال. كما ظهر حي سر المظفر في أبها لأول مرة في القائمة، محتلاً المرتبة الثالثة بـ34 صفقة بقيمة 20.2 مليون ريال. في المرتبة الرابعة، جاء حي المنار في جدة مع 33 صفقة بقيمة 20.4 مليون ريال، بينما احتل حي الواصلية في الطائف المرتبة الخامسة بـ33 صفقة بقيمة 10.9 مليون ريال. هذه التغييرات تبرز كيف أن بعض الأحياء قد تكون أكثر عُرضة للتقلبات، مما يعكس تنوع الفرص العقارية في ظل الظروف الحالية. في المجمل، يشكل هذا التراجع تحدياً للمستثمرين والمطورين، حيث يتطلب مراقبة دقيقة للأسواق المحلية والعالمية لفهم العوامل المؤثرة، مثل تغيرات السياسات الاقتصادية أو الظروف السكانية. مع ذلك، يمكن أن يكون هذا الوضع فرصة لإعادة تشكيل الاستراتيجيات العقارية نحو الاستدامة والابتكار، مما قد يؤدي إلى تعافٍ في المستقبل القريب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *