كوكب المريخ يعبر أمام عنقود “النثرة” الليلة.. حدث فلكي مثير!
في سماء السعودية والعالم العربي، يتأهب العديد من هواة الفلك لمشاهدة حدث مميز يجمع بين كوكب المريخ وعنقود النجوم اللامع “النثرة”. هذا الحدث الفلكي، الذي يحدث مساء يوم الاثنين 5 مايو 2025، يمنح الفرصة للجميع للاستمتاع بجمال الكون من خلال مراقبة مرور المريخ أمام هذا العنقود الشهير، الذي يُعرف أيضًا باسم “خلية النحل”، بعد ساعة واحدة فقط من غروب الشمس.
مرور كوكب المريخ أمام النثرة
يعود أهمية هذا الحدث إلى كونه يوفر فرصة نادرة لمراقبة تفاعل الكواكب مع التجمعات النجمية، حيث يبدو كوكب المريخ وكأنه يعبر أمام أكثر من 100 نجم لامع في عنقود النثرة. هذا العنقود، الذي يقع في كوكبة الجوزاء، يتكون من مجموعة كثيفة من النجوم تبعد عنا آلاف السنوات الضوئية، مما يجعل هذا التقارب بصريًا مثيرًا للإعجاب. كوكب المريخ، المعروف بألوانه الحمراء الزاهية، سيظهر واضحًا في تلك الليلة، خاصة في المناطق ذات السماء الصافية مثل السعودية، حيث تتيح الظروف الجغرافية فرصة أفضل للرصد. هذا الظاهرة ليس مجرد مشهد جمالي، بل يذكرنا بتطور علم الفلك، الذي ساهم في فهم حركة الكواكب والنجوم منذ العصور القديمة. في الواقع، كان العلماء في العصور الوسطى يراقبون أمثال هذه الأحداث لتطوير خرائط السماء، مما أدى إلى تقدم معرفتنا بالكون.
الظاهرة الفلكية في سماء العرب
تعتبر هذه الظاهرة فرصة مثالية للجماهير في العالم العربي للتعرف على أسرار الكون، حيث يمكن رؤية كوكب المريخ وهو يقترب بصريًا من عنقود النثرة، مما يخلق منظرًا يشبه الرسومات الفنية في السماء. عنقود النثرة نفسه هو واحد من أكثر التجمعات النجمية إثارة، يحتوي على نجوم شابة وساطعة تشكل شكلاً يذكر بالخلية، وهو ما يجعله جذابًا للمبتدئين في عالم الفلك. لمشاهدة هذا الحدث، يُنصح باستخدام تلسكوبات بسيطة أو حتى عينين غير مسلحتين في أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي، مثل الصحارى في المنطقة العربية. هذا التقارب يحدث مرات قليلة فقط في العقود، مما يجعل من 5 مايو 2025 يومًا تاريخيًا لعشاق السماء. بالإضافة إلى ذلك، يساعد مثل هذه الأحداث في تعزيز الوعي العلمي، خاصة بين الشباب، الذين يمكنهم استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتحديد مواقع النجوم بدقة. في الختام، يمثل هذا الحدث تذكيرًا بجمال الكون وأسراره، مشجعًا الجميع على النظر إلى السماء والتأمل في عظمة الطبيعة. مع مرور السنين، ستظل هذه الظواهر مصدر إلهام للأجيال القادمة، حيث تفتح أبوابًا لاستكشاف المزيد عن الكون الشاسع والمذهل.