إغلاق مصانع مياه شهيرة في السعودية.. تحذير عاجل للمستهلكين وتأكيدات على السلامة!
في إطار حملة رقابية مكثفة لتعزيز سلامة المنتجات الغذائية، قامت هيئة الغذاء والدواء السعودية بإجراءات حاسمة للتصدي للمخالفات في قطاع المياه المعبأة. تم إغلاق منشآت شهيرة في مناطق مثل نجران والزلفي والرياض، حيث كشفت الفحوصات عن مخاطر صحية خطيرة تطال المستهلكين، مما يبرز أهمية الالتزام بالمعايير الدولية لضمان جودة المياه.
إغلاق مصانع مياه معبأة بسبب مخالفات صحية
تعد هذه الإجراءات جزءًا من جهود شاملة لمكافحة الانتهاكات المتعلقة بسلامة المنتجات، حيث كشفت التحقيقات عن وجود مستويات عالية من مادة البرومات في بعض العبوات. هذه المادة الكيميائية، التي تنشأ أثناء عملية تعقيم المياه، قد تؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة إذا تجاوزت الحدود المسموح بها. على سبيل المثال، تم إغلاق مصنع نجران للمياه المعدنية بعد اكتشاف أن نسبة البرومات تجاوزت 10 أضعاف الحد الآمن، بينما واجهت مياه شتاين في الزلفي مشكلات في عدم مطابقة المنتجات للمواصفات القياسية. كذلك، تم وقف نشاط مصنع الخليج العذبة بالرياض بسبب مزاولة الإنتاج دون ترخيص رسمي وتزوير الملصقات، مما يعكس التزام الهيئة بحماية الصحة العامة.
وقف إنتاج المنتجات المخالفة للسلامة
للتصدي لهذه الأزمة، أقرت الهيئة خطة طوارئ شاملة تشمل سحب جميع المنتجات غير الصالحة من الأسواق فورًا، بالإضافة إلى إتلاف كميات كبيرة من العبوات الملوثة لمنع وصولها إلى المستهلكين. كما تم تحويل المسؤولين عن هذه المخالفات إلى النيابة العامة لمواجهة القانون، مع تشديد الرقابة على خطوط الإنتاج لضمان الامتثال للمعايير. هذه الخطوات تعزز الجهود الرقابية وتوفر حماية فورية للمواطنين، حيث يتم الآن تنفيذ عمليات تفتيش مكثفة للكشف عن أي مخالفات أخرى.
بالنسبة للمستهلكين، قدمت هيئة الغذاء والدواء دليلًا عمليًا لشراء مياه آمنة، مثل البحث عن ختم الهيئة على العبوات، التحقق من تاريخ الإنتاج والصلاحية، تجنب العبوات ذات الأغطية غير المحكمة، الشراء من منافذ موثوقة، واستخدام تطبيق “منتج آمن” للتحقق من التراخيص. هذه النصائح تساعد في تعزيز الوعي وتقليل المخاطر.
في حال اكتشاف أي منتجات مياه مشبوهة، يمكن للمواطنين الإبلاغ عنها عبر قنوات رسمية مثل تطبيق “بلاغ تجاري”، أو الرقم الموحد 19999، أو حسابات الهيئة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو البريد الإلكتروني الرسمي. هذا الإجراء يعزز المشاركة المجتمعية في الحملة الرقابية.
أما بالنسبة للأضرار الصحية المحتملة لمادة البرومات، فتشير الدراسات إلى أن تركيزات عالية قد تؤدي إلى اضطرابات في الغدة الدرقية، مشاكل في الكلى، زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وتأثيرات سلبية على الجهاز العصبي. لضمان جودة المياه مستقبلًا، أعلنت الهيئة عن خطة متكاملة تشمل زيادة عمليات التفتيش المفاجئة، تركيب أنظمة مراقبة إلكترونية في المصانع، تشديد العقوبات على المخالفين، وإطلاق برامج توعوية للمستهلكين.
في الختام، تشهد السعودية تطورًا في أنظمتها الرقابية، حيث تتبنى معايير عالمية صارمة للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، مما يعزز الثقة في المنتجات المحلية ويضمن استمرارية الحملات الوقائية. هذه الجهود تجسد التزام البلاد بحماية المجتمع من أي مخاطر صحية محتملة.