جورج سيميون الأكثر حظاً يحرز رئاسة رومانيا

في اللحظة التي بدأ فيها الناخبون الرومانيون بممارسة حقهم في صناديق الاقتراع، أصبحت العيون متجهة نحو مستقبل البلاد وسط تيارات سياسية متصارعة. هذه الانتخابات الرئاسية تشكل لحظة حاسمة في تاريخ رومانيا، حيث يعكسها ارتفاع دعم الشخصيات اليمينية المتطرفة، مستوحاة من تحولات عالمية أخرى.

انتخابات رومانيا وصعود اليمين المتطرف

مع تقدم الانتخابات، يبرز السياسي جورج سيميون كشخصية رئيسية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية فوزه. في سن الـ38 عامًا، يمثل سيميون رمزًا للمعارضة الشديدة للاتحاد الأوروبي، معلنًا تشكيكه في سياساته ورفضه للمساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. يدعم حركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، معتبرًا أن شعار “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” يمكن أن يكون إلهامًا لرومانيا لاستعادة هويتها القومية. هذا الاتجاه يعكس نموًا في النزعة القومية داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تُرى هذه الانتخابات كاختبار لمدى تأثير هذه التيارات على المشهد السياسي الأوروبي ككل.

سباق الرئاسة ومنافساته الداخلية

في هذا السباق، يواجه سيميون منافسين بارزين، ومن بينهم السيناتور السابق كرين أنتونيسكو، البالغ من العمر 65 عامًا، والذي يدعمه الأحزاب الحاكمة الثلاثة الموالية للغرب. أنتونيسكو يمثل الخيار المستقر للأغلبية الداعمة للاتحاد الأوروبي، في حين يقف رئيس بلدية بوخارست، نيكوسور دان، البالغ 55 عامًا، كمرشح مستقل يركز على مكافحة الفساد ويدعم بشكل قاطع الالتزامات الدولية مثل عضوية حلف شمال الأطلسي ومساندة أوكرانيا. أما رئيس الوزراء السابق فيكتور بونتا، الذي ينتمي إلى اليسار لكنه تحول إلى قومي محافظ، فيحاول الظهور كمفاجأة محتملة، رغم ترتيبه في المركز الرابع وفقًا لاستطلاعات الرأي.

هذه الانتخابات تأتي بعد فترة من التوتر، حيث ألغيت جولة أولى في نوفمبر الماضي بسبب مزاعم تدخل روسي لصالح مرشح آخر من تيار أقصى اليمين، وهو كالين جورجيسكو، الذي تم منعه من الترشح مجددًا. سيميون، كخليفة محتمل، يستفيد من موجة غضب شعبي تجاه الوضع الاقتصادي والسياسي، مما يدفعه للصدارة مع حصوله على نسبة تصل إلى 30% في الاستطلاعات. ومع ذلك، يحتاج إلى تجاوز عتبة 50% لتجنب جولة إعادة مقررة في 18 مايو، مما يجعل المنافسة مفتوحة على احتمالات متعددة.

من جانب آخر، أبرزت عملية الاقتراع ارتفاع المشاركة، خاصة بين الرومانيين في الخارج، حيث بدأ التصويت مبكرًا يوم الجمعة، وقد تجاوزت النسبة المبكرة ضعف ما حدث في الجولة السابقة. صناديق الاقتراع ستغلق في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت رومانيا (18:00 بتوقيت غرينتش)، وبعدها ستكشف استطلاعات الرأي الخارجية نتائج أولية قد تشكل مفاجآت. هذه الانتخابات ليست مجرد اختيار لقائد جديد، بل هي انعكاس للتحديات التي تواجه رومانيا في عصر التحولات الجيوسياسية، حيث يتصارع بين النزعة القومية والانفتاح على العالم الخارجي.

في خضم هذا الصراع، يبقى السؤال: هل سينجح سيميون في تحويل دعمه الشعبي إلى فوز حقيقي، أم أن المنافسين سيتمكنون من إعادة توجيه البوصلة نحو اتجاه أكثر تعاونًا دوليًا؟ الرومانيون يواجهون فرصة لتشكيل مستقبلهم، مع تأثيرات تتجاوز الحدود الوطنية وتشمل الاتحاد الأوروبي بأكمله.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *