الإسماعيلي يتوج بطلاً تاريخياً للدوري العام لأول مرة في تاريخه

في تاريخ 5 مايو 1967، سطع نجم نادي الإسماعيلي في سماء الكرة المصرية، حيث توج بلقب الدوري العام للمرة الأولى في تاريخه الرياضي المجيد. كان ذلك الفوز تتويجًا لجهود فريق الدراويش، الذي أظهر قوة دفاعية وهجومية استثنائية، مما جعله يتفوق على منافسيه في بطولة الدوري المصري موسم 1966/1967. هذا الإنجاز لم يكن مجرد رقم إحصائي، بل كان لحظة تاريخية عكست الروح القتالية والإصرار للفريق، الذي فاز في مباراة حاسمة على نادي السكة الحديد بالإسماعيلية بهدف وحيد سجله سيد عبد الرازق بازوكا في الدقيقة 64. هذا النصر رفع رصيد الإسماعيلي إلى 36 نقطة، مما أبقى الأهلي في المركز الثاني برصيد 32 نقطة فقط، بعد هزيمته أمام الأوليمبي بالإسكندرية بهدفين سجلهما عز الدين يعقوب وبدوي عبد الفتاح.

الإسماعيلي بطلا للدوري العام

تميز فوز الإسماعيلي بالدوري في تلك الفترة بأداء متوازن ومتميز، حيث جمع الفريق 36 نقطة من خلال 15 فوزًا وستة تعادلات، وهزيمة واحدة فقط أمام الأهلي بالقاهرة بنتيجة 3-1 في الأسبوع التاسع من البطولة في 25 نوفمبر 1966. كان الفريق قد حقق سلسلة انتصارات متتالية، حيث لم يخسر في آخر 13 مباراة، وجني 25 نقطة منها، مع خسارة نقطة واحدة فقط في مواجهة السويس الرياضي بعد 10 انتصارات متلاحقة. هذا الأداء أكد على قوة الإسماعيلي هجوميًا، حيث كان خط الهجوم الأقوى في الدوري برصيد 34 هدفًا، تقدمهم اللاعب الصاعد علي أبو جريشة، الذي كان أصغر لاعب مصري في ذلك الوقت، بسجله 15 هدفًا، متبوعًا بشحتة وبازوكا وريعو بأربعة أهداف لكل منهما. الفريق، الذي قاده الفني الاسكتلندي ويليام طومسون، كان يضم نخبة من اللاعبين مثل عبد الستار عبد الغني، عيد مصطفى في حراسة المرمى، وأسماء بارزة مثل حودة ليستون، آمين إبراهيم، ميمي درويش، وعبد العزيز صالح في الدفاع، إلى جانب قائد الفريق أميرو شحتة، وسيد عبد الرازق، وعلي أبو جريشة في الخطوط الأمامية. هذا الانسجام جعل الإسماعيلي يحتفظ بمكانته كأحد أبرز الفرق في مصر.

إنجازات الدراويش في الكرة الأفريقية

بعد هذا اللقب الأول، استمر نادي الإسماعيلي في بناء تاريخه الناجح، حيث أصبح الفريق المصري الأول الذي يتوج ببطولة أفريقية في عام 1969، مما يعكس دوره كـ”برازيل مصر” و”برازيل أفريقيا” بأسلوبه الهجومي الجذاب. في العقود التالية، واجه الفريق تحديات في منافسات قارية، حيث خرج من الدور نصف النهائي في عامي 1970 و1992، وانهزم في المباراة النهائية في عام 2003. على المستوى المحلي، عزز الإسماعيلي مكانته بفوزه بالدوري العام المصري ثلاث مرات إضافية، بالإضافة إلى الفوز بكأس مصر مرتين. هذه الإنجازات تجسد روح الدراويش، الذين يتميزون بأسلوبهم الفني والمبدع، الذي جعلهم يحظون بمحبة جماهيرهم ويستمرون في التألق كفريق رمز للكرة المصرية. يعتبر هذا التاريخ درسًا للأجيال اللاحقة في أهمية الإصرار والتماسك، حيث تحول الإسماعيلي من فريق محلي إلى اسم يتردد في أنحاء القارة الأفريقية. كما أن سجلاته في الدوريات المحلية والقارية تظهر كيف يمكن للفرق الصغيرة أن تتجاوز التحديات وتحقق المستحيل، مما يجعل قصة الإسماعيلي مصدر إلهام لكل عشاق الكرة في مصر وأفريقيا. هذه الإنجازات لم تقتصر على اللاعبين فقط، بل شملت أيضًا الجهود الإدارية التي ساهمت في بناء الفريق، مما يؤكد على أن النجاح هو نتيجة عمل جماعي متكامل. بشكل عام، يظل فوز عام 1967 نقطة تحول في تاريخ النادي، حيث رسم معالم الطريق لإنجازات أكبر في المستقبل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *